قالت صحيفة الباييس الإسبانية إن هناك "طرفا ثالثا" وراء أحداث الشغب التى حدثت فى برشلونة أثناء الإضراب العام الذى حدث فى إسبانيا الخميس الماضى، والتى تمثلت فى إشعال حرائق عنيفة فى ما يقرب من 300 من حاويات القمامة، والسطو على 3 بنوك فضلا عن محاولة اقتحام بورصة برشلونة فى باسيو دى جراسيا ومحاولة حرقها، حتى وصل حجم الخسائر إلى نصف مليون يورو حتى الآن ، فى الوقت التى تطالب به النقابات العمالية الرئيسية فى إسبانيا بإلغاء قانون العمل الذى أقره رئيس الحكومة ماريانو راخوى شهر فبراير الماضى. وأشارت الصحيفة إلى أن من المثير للجدل أن الحكومة الإسبانية صرحت بأن هذا الإضراب الذى شهدته شوارع جميع المدن الإسبانية الخميس الماضى احتجاجا على قانون العمل والإجراءات التقشفية التى أقرتها الحكومة، والذى شارك فيه 77 % من العاملين فى مختلف مجالات العمل فى البلاد لن يلقى نجاحا حيث قالت وزيرة العمل الإسبانية فاطمة أبنيث إن هذا الإضراب لن ينجح فى إنهاء السياسات الاقتصادية التقشفية التى اتخذتها الحكومة الإسبانية لدفع عجلة النمو الاقتصادى وخفض معدلات البطالة والعجز العام، فى حين أن أمين عام الاتحاد العام للعمال فى إسبانيا إجناسيو توكسو اعتبر أن الإضراب حقق نجاحا كبيرا وانتصارا للديمقراطية، خاصة بعد أعمال الشغب التى حدثت فى برشلونة والتى اعتبرها نوعا من الإلهاء للشعب الإسبانى لإفشال الإضراب. وأوضحت الصحيفة أن أبنيث شددت على عزم الحكومة الإسبانية على المضى قدما فى قرار إصلاح سوق العمل والقانون الذى أقرته فى فبراير الماضى حيث أنه سيعمل على توفير فرص عمل والقضاء على البطالة التى وصلت فى البلاد إلى 5.3 مليون عاطل، ، مشيرة إلى استعدادتها للحوار والتفاوض مع نقابات العمال فى البلاد الذين نظموا هذا الإضراب، وقامت أمس الجمعة بعد بضع ساعات فقط من الإضراب بعرض مشروع موازنتها للعام 2012، وهى الموازنة الأكثر تقشفا فى تاريخها، بينما تتصاعد التوترات فى أوروبا بشأنها، وهو ما يعتبره تحديا كبيرا للغضب الشعبى الذى وضح فى الإضراب. وأضافت أن مهمة الحكومة الإسبانية تكمن فى إعادة العجز العام من 8.51% إلى 5.3% من إجمالى الناتج الداخلى فى غضون عاما، ولبلوغ هذا الهدف، تحدثت التوقعات الأولى عن ضرورة إيجاد نحو 35 مليار يورو بين خفض نفقات وعائدات جديدة، لكن هذا الرقم سيكون أكثر ارتفاعا بالتأكيد إذا أخذ فى الاعتبار الانكماش الذى سيخفض إجمالى الناتج الداخلى الإسبانى بواقع 1.7% هذا العام. وفى السياق ذاته، اعتبرت السكرتير العام للسياسة الداخلية فى إسبانيا كريستينا دياس أن الإضراب كان محدودا مشيرة إلى أنه أقل بكثير من الإضراب الذى شهدته إسبانيا فى عام 2010 ضد الحكومة السابقة". ولفتت الصحيفة إلى أن الصحف العالمية ركزت على أعمال العنف التى اندلعت فى برشلونة وبذلك فقد أساءت صور الحرائق والسرقة وأعمال الشغب لصورة إسبانيا فى أعين العالم.