صدر حديثًا كتابان يتناولان فترة وجود فلاديمير بوتين فى السلطة وانتقاله بين موقعى رئيس الدولة تارة ورئيس الوزراء تارة أخرى، فالكتاب الأول جاء بعنوان "الرجل القوى.. فلاديمير بوتين والنضال من أجل روسيا" للكاتب انجوس روكسبيرج، أما الكتاب الثانى "رجل بلا وجه..الصعود غير المتوقع لفلاديمير بوتين" للكاتبة ماشا جيسين. وأشار الكاتب بيل كيلر الرئيس التحرير التنفيذى السابق لجريدة التايمز فى مقاله بجريدة النيويورك تايمز، إلى أن المؤلفين روكسبيرج وجيسين حاولا فى كتابيهما شرح ملامح شخصية بوتين السياسى الذى حكم روسيا بطريقة مباشرة وأخرى غير مباشرة، وربما سيفعلها لسنوات أخرى قادمة، خاصة بعد نجاحه مؤخرا فى الفوز مرة أخرى بمنصب رئيس جمهورية روسياالمتحدة. وكتاب "الرجل القوى" لا يعد سيرة ذاتية لمؤلفه الذى عمل مراسلا فترة لهيئة البى بى سى البريطانية ومراسلا لجريدة الصنداى تايمز البريطانية وتمكن أن يكون مقربا من بوتين فى فترة عمله الصحفى، فجاء كتابه سجلا واضحا لتدرج بوتين فى السلطة، وقدم كمراسل أجنبى قصة خبرية قوية عن سلوك الرئيس الروسى فى الحكم. والكتاب الثانى "رجل بلا وجه" جاء جزء منه لمحة عن حياة بوتين النفسية، وجزء آخر عن دراسة المؤامرة فى حياته، فالكاتبة التى عادت إلى روسيا فى التسعينيات بعد هجرة عائلتها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وعلى معرفة قوية بالثقافة الروسية، لديها العديد من المؤلفات لدور نشر غربية وروسية. واعتمدت جيسين فى تحليل شخصية "بويتن" على روايات وأحاديث شخصيات على معرفة قوية به، فجاء التحليل النفسى له تخمينيا أكثر منه مؤكدا، وبدت لوهلة تقديمها لنشأته فى وسط فقير على أنها متعاطفة معه. أما روكسبيرج فقدم شخصية بوتين فى كتابه باعتباره الحاكم الذى ورث بلادا فى أوضاع سيئة متمثلة فى ميراث الاتحاد السوفيتى، وبعد الآمال التى كانت فى أن يتخذ بوتين الطريق الديمقراطى، عاد إلى سلوك الأنظمة الاستبدادية من السيطرة على الإعلام والاقتصاد وسجن المعارضين له.