فعلاً .. دِى آخر مَرَّة أقُولك : فُوكَّك !!! عارف ليه ؟! عشان ما بقاش فيه كلام تانى أقوله ف الموضوع ده !! موضوع ( فُوكَّك !!) .. وأبسط وأصدق دليل على كده الواقع الحالى اللى احنا عايشينه ؛ ذلك الواقع الذى لا يتضح فيه كل شىء عن أى شىء!!! حتى لأعتى المثقفين والمحللين المتحاذقين والمتحذلقين السياسيين ، الذين يُطِلّون علينا ليل نهار من النافذة الإعلامية، مسموعة كانت أم مقروءة أم مرئية !! لأن هُمّا دُول نفسهم اللى كانوا بيطلوا علينا ليل ونهار برضه قبل كده ويحللوا ويتنبأوا بالمستقبل ، رجماً بالغيب ، ثم فاجأهم الغيب - كما فاجأنا جميعا - بما لا نتوقع ولا نحتسب ، وبما يخالف كل توقعات هؤلاء المحللين أنفسهم.. فكانت هذه الثورات العربية المفاجئة المتتالية - حتى لو هُمّا ادَّعوا صدقا أو كذبا أنهم تنبأوا بيها ؛ لكن ماتنبأوش بيها على هذا النحو و فى هذا التوقيت - والتى قلبت كل المفاهيم وكل شىء رأسا على عقب ، والتى أخرج لنا الغيب فيها لسانه - إن جاز التعبير - وكأن لسان حاله يقول لنا : هيييه وضِحِكْت عليكوا !!! ... وده ليه ؟؟!! لأن كل واحد مُصِرّ إنه يتكلم ف اللى ما يعرفش فيه !! وكأن كلمة ( مش عارف ) دى كلمة أبيحة ولامؤاخذة !! مع إنها على فكرة كلمة تدل على منتهى الحكمة ، سيبك من إنها بتدل برضه على إنك فى منتهى الطراوة ؛ لكن قديما قالوا : ( من قال : لا أعلم فقد أفتى !! ) ... وهذا منتهى الصدق و الأمانة ف الفتوى !! إنك تقول مش عارف ، و يعنى هوا لازم غرورنا دايما ياخدنا ونفرد صِدرنا ونعمل نفسنا عارفين كل حاجة ونفتى ف كل حاجة ؟؟!! ثم هل المطلوب من كل واحد إنه يكون عارف كل حاجة ف كل حاجة ؟؟!! وهل عامة الناس مطلوب منهم إنهم يكونوا فاهمين زى خاصة الناس المتخصصين ؟! طب ده حتى المتخصصين نفسهم مش فاهمين كل حاجة !!! طب أتحدَّى إن يطلَعلِى حد دلوقتى يقولى إنه فاهم كل حاجة بنسبة 100% فيما يدور حولنا الآن فى واقعنا المعاصر - وفقا لمعطيات هذا الواقع - وأعنى به تحديدا واقعنا السّياسى ؟؟!! أتحدى !!! ليه ؟! لأن ما يظهر لك على خشبة المسرح شيئ ، وما يدور خلف الكواليس شيئ آخر !! حاجة تانية خالص !!!! ... هذه ليست دعوة للتخاذل و السلبية ، وألاّ نعرف ما يدور حولنا ، ونقول : واحنا مالنا !!! لااااااااااااا .... بل العكس تماما هو الصحيح !! لأن ده مالك ونُص وتَلَت تِرْبَع !!! هذه دعوة لكى نعرف ونتعلم أولا قبل أن نتكلم !! يعنى إتعلم قبل ما تتكلم ، واعْرَف قبل ما تعَرَّف ؛ عشان ماتتكلمش فى اللى ماتفهمش فيه ... زى ما ربنا - سبحانه وتعالى - أمرنا فى القرآن الكريم : ( ولا تَقْفُ ما ليس لك به عِلْم ؛ إن السمع والبصر والفؤاد ، كلُّ أولئك كان عنه مسئولا ) [ الإسراء:36] خدت بالك ؟! هتتسئل عن سمعك وبصرك وقلبك ، وكل حاجة قلتها بلسانك وعملتها !!.... طب بعد ماتتعلم وتعرف ، وتوصل للحقيقة ، واجب عليك و حتما أن تتكلم وتُدلِى بدلوك ؛ بشرط أن تنفع الناس بعلمك هذا ، وتُضيف - بالتى هى أحسن - لبلدك ، وتطفى الفتن المشتعلة ، مش تشعللها أكتر ؛ لأنك لو عرفت (وقدرت تتكلم) - وخللى بالك من قدرت دى - وماتكلمتش تبقى وقعت فى محظور كبير ، حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ( السّاكت عن الحق شيطان أخرس ) بس تتكلم إزاى وإمتى وهتقول إيه ؟؟؟!! هوا ده الفيصل !! طب مش عارف ومش فاهم حاجة من اللى بتحصل حواليك يبقى المطلوب منك إيه ؟؟ إنك تحاول بجد وبدون كسل أو تباطؤ أو تواطؤ إنك تعرف من المخلصين اللى فاهمين ، واللى بيحبوا البلد بجد وعاوزينله الخير ، ودول محتاج تتعب و تدور عليهم كويس أوى ؛ لأنك هتتلخبط بينهم وبين اللى بيدَّعوا إنهم بيحبوا البلد وعاوزين مصلحته ، وهما ف الحقيقة مش بيحبوا غير نفسهم ومش عاوزين غير مصلحتهم بس ؛ وخاصةً إن ف الفترة دى - ودى طبيعة المرحلة اللى احنا فيها وعادى جدا اللى بيحصل فيها - هيختلط الحق بالباطل ، والصادق بالكاذب ، والمخلص بالمنافق ، واللى بيقول الحقيقة عشان عاوز الخير والصح للبلد ، و هتلاقى كمان اللى بيقول الحقيقة ، بس مش عشان عايز الخير ، لأ ... ده عشان عايز الفتنة وإشعالها ، وعايز يولع ف البلد حريقة !!! وهتلاقى كلام حق كتير ؛ لكن يُراد به باطل أكتر !!! عشان كده قلنا من شوية ، ومن سطرين تلاته فاتوا : هتتكلم إزاى وإمتى وهتقول إيه ؟؟!! ركز أوى فى المعنى ده !!! .... طب حاولت ومعرفتش توصل للحقيقة ومبقتش فاهم حاجة ، تعمل إيه ؟! ... ف الحالة دى ما فيش قدامك غير حل واحد !! ... تِفُوكَّك ... لأنك لو اتكلمت ف حاجة انت مش فاهمها ؛ هتبقى كارثة ، وتاخدك وتاخد البلد والناس معاك لكارثة أكبر !! ... عشان كده قولتلك ف الأول خالص إيه ؟! : فُوكَّك ........ ودى آخر مرة أقولك : فُوكَّك !!