لم يستبعد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو وقوع كوارث نووية فى المستقبل، إلا أنه لفت فى تصريحات فى فيينا، إلى أن كارثة محطة فوكوشيما النووية التى وقعت قبل عام فى اليابان نتج عنها تحسن فى الأمان النووى حول العالم. وفى مقابلة قال أمانو: "لا يمكننى أن أضمن ألا يقع حادث. الحوادث تحدث فى أى صناعة"، إلا أنه قال فى الوقت ذاته: "لكننى سأقول إن الطاقة النووية الآن أكثر أمانا من عام مضى قبل فوكوشيما. المفارقة إن حادثة فوكوشيما كانت بمثابة جرس إنذار". وقال أمانو إن الخطأ البشرى لعب دورا بارزا فى الكارثة التى وقعت بالمحطة التى تديرها شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) يوم 11 مارس الماضى، إثر زلزال قوى وموجات المد العاتية (تسونامى) التى صاحبته. وأوضح أمانو أن "أحد الأسباب التى أدت لوقوع الحادث كان الافتقار إلى استقلال الهيئة المنظمة فى اليابان. الهيئة اليابانية المنظمة لم تكن قوية بما فيه الكفاية والرقابة على الشركة المشغلة كانت ضعيفة"، وأضاف: "التسلسل القيادى لم يكن واضحا بما فيه الكفاية لمعالجة الحادث". ومنذ ذلك الحين أخضعت جميع الدول التى لديها محطات طاقة نووية مفاعلاتها لاختبارات التحمل للوقوف على مدى قدرتها على الصمود أمام الكوارث المفاجئة مثل تلك التى وقعت فى اليابان. وقال إن اليابان شرعت فى تشييد حوائط حماية أكثر ارتفاعا عند محطات الطاقة لدرء خطر موجات تسونامى، وفى طريقها لمنح المزيد من الاستقلالية للهيئة المنوط بها تنظيم الطاقة النووية. فى غضون ذلك، قال أمانو إنه يتفهم المخاوف المتنامية بشأن أمان الطاقة النووية، قائلا: إن "الحادث وقع فى اليابان لكن الجميع فى أنحاء العالم يشعرون بالخوف. القبول الاجتماعى هو أضعف نقطة فى الطاقة النووية وهذه النقطة الأضعف تضررت بشدة". وقال أمانو إن هناك حاجة لتحقيق قدر أكبر من الشفافية بشأن الأمان النووى وفهم أفضل للأسباب الفنية الدقيقة وراء الأضرار التى لحقت بالمفاعل، وأدت إلى تسرب الإشعاع منه. وأشار الدبلوماسى اليابانى إلى أنه على الرغم من أن بعض الدول مثل ألمانيا قررت إغلاق مفاعلاتها النووية قبل الوقت المقرر لإغلاقها كرد فعل على الحادث الذى وقع فى اليابان، فإن التوسع فى الطاقة النووية قد يتباطأ لكنه لن يتوقف نتيجة لهذا. وردا على سؤال حول ما إذا كان قد فكر فى أى وقت منذ الحادث اليابانى فى أن المخاطر النووية قد تكون أكبر من منافع التكنولوجيا، قال أمانو: "نحن بحاجة لأن يكون لدينا تصور واسع وممتد إلى آفاق أرحب. وأضاف: إذا رأيت كارثة أمامى، فإننى انشغل بها، مؤكدا: "لكنه ليس الخطر الوحيد فى العالم وكل شىء له جانب إيجابى وجانب سلبى"، وأكد على أن "الجرى وراء الخروج باستنتاجات ليس السبيل الأمثل فيما يتعلق بهذه القضية على الأقل بالنسبة لليابان"، ولم يتخذ الساسة اليابانيون بعد قرارا بشأن مستقبل الطاقة النووية فى بلادهم.