لست فى مقالى هذا مدافعا عن قادة المجلس العسكرى كأفراد أو كونهم قادة جيشنا المصرى بل مدافعا عن الشرعية التى أعطاها لهم الشعب بعد الثورة واعترف بها الجميع رغما عن أنف من ينكر ذلك، وهذه الشرعية هى التى جعلت منهم قادة مصر فى تلك المرحلة الانتقالية التى تنتهى بنهاية يونيو القادم ولحين هذا الموعد فإن أى إساءة توجه إليهم إنما هى إساءة للشعب المصرى ويجب ألا تمر مرور الكرام ويجب محاسبة المخطئ خاصة إن كان نائبا للشعب لأن إساءته لا تستهدف أفرادا بل تستهدف استقرار مصر لما يمكن أن تحدثه من اختلافات وأزمات مفتعلة تجعلنا دائما فى حالة قلق وريبة حتى من أنفسنا ...وخير دليل على ذلك ما فعله النائب زياد العليمى تحت قبة البرلمان المصرى الذى اختاره الشعب ليعبر عن آرائهم ويحقق طموحاتهم ولكنه أساء استخدام حصانته وأساء لنفسه عندما أساء إلى رجل هو بمثابة الحاكم فى تلك المرحلة من أجل أن يكسب نقاطا لدى مقيمى فندق التحرير...وليعلم النائب زياد العليمى وغيره ممن يبهرهم الشو الإعلامى أمام كاميرات التليفزيون أن مصر ليست فقط ميدان التحرير وأن شعبها ليس فقط معتصمى التحرير بل إن مصر تمتد لمليون كيلو متر مربع وشعبها يتخطى 85 مليون مواطن حر وشريف وجميعنا يرفض تلك النغمة التى تسلكها لتنعم ببعض المدح من حزبك على حساب كرامتنا وشرعيتنا، كما أن تطاول النائب المحترم وتهكمه على حملة الشيخ محمد حسان لنتخلص من المعونة الأمريكية اللعينة إنما تدل على جهله بالشعب المصرى الذى لن يتوانى عن الموت فى سبيل كرامة وطنه... ولا يمكننى أن أقول سوى أن الفارق بين فضيلة الشيخ محمد حسان وبين النائب العليمى وأمثاله هو كالفارق بين العالم العابد الخادم لوطنه والجاهل العاصى المستفيد من إعلامنا التافه...لقد مرت علينا منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير العديد من الأزمات والمحن استطعنا أن ننجو من بعضها ولكننا أغرقنا أنفسنا فى البعض الآخر لأن بيننا أشخاصا ممن لا تزال ضمائرهم غير مخلصة وغير صافية لهذا الوطن... وليعلم المشككون فى المجلس العسكرى أن ثقتنا فيهم لم تهتز وسنظل معترفين بشرعيتهم حتى نهاية الانتخابات الرئاسية... ولا عزاء للمتربصين... فالله أكبر والعزة لله والخير لمصرنا.