لا يملكون سوى أغصان أشجار الزيتون الضاربة بجذورها فى الأرض الفلسطينية، التى يتجسد على سمرة تربتها وبراءة ملامح فلاحيها كافة فصول مأساة الفلاح الفلسطينى، الذى لايزال رافعاً فأسه فى يد وغصن الزيتون فى اليد الأخرى، متحدياً الجميع، يزرع الأمل فى أرض قطاع غزة، على الرغم من كل أوجه المعاناة التى يعانيها يومياً، من جراء الحصار والاحتلال وحتى الانقسام، من هنا ومن بين أشجار زيتون الفلاح الفلسطينى التى لازالت تبحث عن يد ترفع شعار الحق والسلام بحثنا عن الثمار. عبد العزيز العطار، مزارع من بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، لا يملك سوى فأسه وأرضه وبيت صغير يحتمى بين جدرانه أكثر من عشرة أفراد، يعتمدون بشكل أساسى فى معيشتهم على الزراعة، إلا أن الحصار والاحتلال وحتى الانقسام لم يتركوهم فى حالهم كما يقول العطار، الذى أشار إلى النتائج المترتبة على ذلك والمتمثلة فى نقص احتياجات أدوات الزراعة من التقاوى والمياه والأسمدة قائلاً، نحن كفلاحين فى غزة نعانى جدا، خاصة فى أوقات القصف الإسرائيلى، لأننا وببساطة نكون فى الأرض ولا نجد مكاناً لنحتمى فيه، فقد استشهد ابن عمى وهو يحطب فى أرضه، على أثر إطلاق قذيفة عشوائية سقطت على أرضه ودفع ثمنها حياته. "نحن لا نتلقى دعماً لا من حماس ولا فتح" بهذه الكلمات أكد محمود الغنام، أن الفلاحين فى قطاع غزة خارج لعبة السياسة، والتى وصفها الغنام، بأنها لعبة كبيرة ومعقدة على الفلاح الغزاوى البسيط، الذى لا يعرف سوى أرضه وبيته وفأسه وزراعته التى تعتبر مصدر رزقه ورزق أولاده، الفلاح الغزاوى مواطن بسيط، ورغم التحزب الذى يشهده المجتمع الفلسطينى لازال الفلاح خارج الفصائل والتنظيمات!. وأشار الغنام، أن أهم المشاكل التى يواجهها الفلاحين فى غزة هى تجريف الأراضى الزراعية باللوادر الإسرائيلية، فى ظل الصمت المحلى والدولى، الذى لا يستطيع إيقاف عجلة التجريف والتخريب الإسرائيلية، التى تقتلع عشرات الأشجار يومياً، مؤكداً على أنه كان له ما يعادل فدانين داخل الأراضى التى جرفتها إسرائيل عند معبر إيريز قرب بيت لاهيا وأعلنتها منطقة حدود منزوعة السلاح!!. ومن أهم المشاكل التى تواجه الزراعة الفلسطينية فى القطاع، هى ندرة وجود التقاوى فى ظل الحصار المستمر وإغلاق المعابر وسيطرة الإسرائيليين على دخولها، كما يقول محمود أمين، فلاح فلسطينى من بيت لاهيا، مشيراً إلى أن البندورة "الطماطم" على سبيل المثال غير متوفرة فى قطاع غزة الآن بسبب انعدام دخول تقاويها فى ظل الحصار، حيث منعتها إسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر كاملة، مما أدى إلى ظهور سياسة الاحتكار فى المواد الزراعية، حيث يتحكم التجار فى سعرها ويطرحونها بأسعار مبالغ فيها. من ناحيته أكد محسن منصور، أن الوضع القائم ما بين الاحتلال والحصار والانقسام يدفع الفلاح الفلسطينى ثمنه باهظا، فقد وصل الأمر إلى أننا نشترى تقاوى البطاطا (البطاطس) للدونم الواحد ب 1500 دولار لنزرعها لمدة 120 يوماً، و نبيعها فى النهاية ب 25 أجورة للكيلو، أى أنها حتى لم تغطِ تكلفتها، فالسولار وصل سعره إلى 120 شيكل، بالإضافة إلى أننا نستأجر الأرض ب2000 شيكل، إلى جانب التقاوى والخراطيم والبلاستيك إلى تصل تكلفة الدونم الواحد ما يعادل 3700 شيكل، وفى المزاد يبتاع التجار محصول الدونم بما يعادل 1700 شيكل، وبناء على هذا فنحن أكبر قطاع من المتضررين مما يحدث فى قطاع غزة حالياً، سواء الحصار أو الاحتلال الإسرائيلى أو حتى الانقسام فى الصف الفلسطينى والذى أضعف القضية بكل أطرافها بما فيها نحن الفلاحين، كما يقول منصور. موضوعات متعلقة.. ◄ هنا غزة التى مازالت على قيد الحياة ◄ عائلة سويلم أول من يستقبل الاجتياحات الصهيونية ◄ مأساة تحت القصف والحصار والسبب فتح وحماس.. قبل إسرائيل ◄ العامل الفلسطينى آلة متوقفة عن الإنتاج فى ظل الحصار ◄ الصياد الفلسطينى يعمل فى جزء من البحر