غير متناس الموقف المصرى الذى اعترض على «مغامرة» حرب تموز 2006، شن الشيخ حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبنانى هجوما عنيفا على مصر، داعيا للانقلاب والعصيان المدنى ضدها، وذلك فى سياق تناوله حملة إسرائيل العسكرية «الرصاص المتدفق» على قطاع غزة. نصر الله الذى تحدث عبر شاشة تليفزيونية عملاقة فى الضاحية الجنوبية لبيروت، لأسباب أمنية، ربط بين العدوان الإسرائيلى فى غزة وبين حرب تموز، وأدان ما وصفه بالدور المصرى فى حصار غزة، وحذر الحكومة المصرية من مواجهة غضب الشارع المصرى فى حال استمرار إغلاق معبر رفح، قائلا: مطلوب من مصر فتح المعبر وبشكل نهائى، للأحياء وليس للجرحى أو الشهداء، مصر ليست «هلال أحمر». من جانبه قال الدكتور وحيد عبدالمجيد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن نصر الله لم يميز بين سوء أداء الدبلوماسية المصرية، وبين المزاعم التى يرددها البعض عن تواطئها واشتراكها فى المؤامرة، وقد ذهب بعيدا، وكان عليه أن يدعو إلى توحيد المواقف فى هذه الحالة. وفى تحريض واضح على العصيان المدنى، دعا الأمين العام لحزب الله الشعب المصرى إلى النزول إلى الشوارع، لإجبار الحكومة على فتح الحدود مع غزة، وخروج الشعب المصرى بالملايين إلى الشوارع.. ووجه نصر الله خطابه إلى الشعب المصرى مباشرة قائلا: يجب أن تفتحوا هذا المعبر يا شعب مصر بصدوركم. عبدالمجيد أشار أيضا إلى أن نصر الله كان مستفزا بشدة فى خطابه الذى حمل قدرا كبيرا من التجنى والهجوم على مصر، ولا يمكن قبوله على الإطلاق. وفى دعوة صريحة للقيام بانقلاب عسكرى، توجه نصر الله بخطابه إلى ضباط وجنود القوات المسلحة، مطالبا إياهم بالضغط على القيادة السياسية لفتح المعبر، بدلا من حراسة الحدود الإسرائيلية، على حد قوله.. غير أن سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات الاستراتيجية، وصف موقف نصر الله بالعجز عن مساندة حليفته الأساسية «حماس» وعجزه كذلك عن التحرك على جبهة الجنوب اللبنانى، وأضاف أنه لا يستطيع أن يتخطى الضاحية الجنوبية لبيروت خوفا من اصطياد إسرائيل له. أضاف غطاس: إذا كان نصر الله لديه مشروع حقيقى وهدفه المقاومة فعلا، فعليه أن يفتح جبهة فى الجنوب، لكن نصر الله يريد هكذا، أن يدير دفة الصراع ضد إسرائيل إلى صدر مصر.