اتهمت مصر يوم الجمعة حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني بالعمالة للنظام الإيراني وبأنه يأتمر بأوامر طهران وذلك رداً على تصريحات أدلى بها نصر الله أمس الخميس وقال فيها أن النظام المصري لا زال يغلق معبر رفح ويكذب على العالم الإسلامي والعربي ويعلن للعالم أنه فتح المعبر. وقال مصدر مصري مسئول في بيان : "إن التصريحات التي أدلى بها نصر الله وتضمنت انتقادات وتجاوزات في حق مصر تثبت مرة آخرى وبما لا يدع مجالاً للشك عمالته الواضحة للنظام الإيراني وخضوعه لأوامر طهران". وأضاف المصدر أن ما ردده نصر الله بشان الدور القهري للوساطة المصرية بين إسرائيل والفلسطينيين إنما يكشف عن مرارة دفينة لدى كل الذين لم تفلح تجاوزاتهم في حق مصر خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في تحقيق أمانيهم البائسة باستبدال الدور المصري المحوري في القضية الفلسطينية الذي يمليه التاريخ وتعززه الجغرافيا. وكان نصرالله قد شن أمس الخميس هجوماً عنيفا على النظام المصري ، متهما إياه بالكذب وبالمشاركة في الحصار على قطاع غزة عبر معبر رفح ، داعياً إلى الضغط على مصر لفتح المعابر مع القطاع. واعتبر البيان أن الأمين العام لحزب الله لم يستطع القيام بأي دور لدعم غزة لأن حلفاءه الإقليميين لم يسمحوا له بذلك حتى لا يربك حساباتهم , وأكد المصدر المصري أن نصر الله ما زال يسعى من مخبئه ومن خلال الحنجرة العالية إلى تقديم ما يعتقد أنه دعم للفلسطينيين وحيث تقرر له ألا يقوم بأي دور في تلك المأسأة إلا في هذا الإطار ودون أن يتجاوزه حتى لا يربك حسابات الأطراف التي تحركه. وتابع البيان أن تطاول نصر الله على مصر لا يمكن فهمه إلا من خلال الإطار الأكبر الذي يأتي في سياقه والذي انكشفت أبعاده في الفترة السابقة ومن خلال مطالبات بعض الفصائل الفلسطينية لمصر باسقاط معاهدة السلام الموقعة – معاهدة كامب ديفيد - مع إسرائيل والدخول في مواجهة عسكرية مجدداً بعد عقود من السلام. واشار المصدر إلى أن المخطط الذي رمى إليه البعض تلميحاً وتصريحاً بشأن فتح معبر رفح للأفراد والسلاح ودعم ما يطلق عليه خيار المقاومة ، كان أمراً مكشوفا لدى مصر منذ البداية ولم يكن من الوارد للحظة أن تنساق مصر وراء حفنة من المغامرين السذج الذين يتاجرون بدماء المدنيين الأبرياء لمصلحة أطراف إقليمية محددة تعبث بمصائرهم وتستخدمهم وقوداً في مواجهتها مع قوى كبرى ومصلحة قضايا بعيدة كل البعد عن القضية الفلسطينية.