ماذا تحقق بعد عام من تنحى مبارك؟

مضى عام على رحيل مبارك بشخصه عن كرسى الرئاسة إلى سرير المحكمة دون أن يأسف أحد على خلعه ودون أن تذهب الأنفس على تنحية حسرات!! ولكن يبقى السؤال الذى يشغل أذهاننا الآن وهو ما الذى حققته القوى السياسية والثورية من تقدم بعد عام من تنحى مبارك؟!
وحقيقة الأمر أننا أمام مواقف شائكة ومتباينة تؤكد على انقسام الشارع المصرى على نفسه فى أولويات المطالب التى نجم عنها فقدان الثقة بين الثوار وبين الحكومة والمجلس العسكرى من جهة وبين الأحزاب التى حصلت على الأغلبية البرلمانية من جهة أخرى! ومن هذا المنطق اختلفت لغة الحوار الوطنى بين شركاء النجاح وجعل كل فصيل سياسى يزعم بأنه صاحب فضل على الآخر فى تحقيق مكاسبه، فكل منهما له منطقه الخاص فى الرؤى والتفكير!!
فالثوار يرون أن الشرعية من الميدان طالما لم تتحقق مطالبهم! بينما يرى الإسلاميون أن الشرعية من البرلمان فى الوقت الذى يعجز فيه نواب الأغلبية البرلمانية عن استقطاب نواب الثورة، مما أوقع الظن فى نفوسهم بأن نواب الأغلبية هم أشبه بنواب الوطنى المنحل!
وفى السياق ذاته فالبرلمان عاجز فى هذه الفترة الوجيزة عن الوفاء بمطالب الثورة ودماء الشهداء فى ظل الانتهاكات والممارسات الملحوظة والملموسة فى حق المتظاهرين، وفى ظل تنامى وانبعاث حركة الفلول فى أوصال الوطن حتى أصبحت يدها قادرة على إحداث أى تداعيات خطيرة كالتى تسببت فى كل أشكال الفوضى والعنف وفى الانفلات الأمنى داخل الدولة، حتى وصل بنا الحال إلى سرقة البنوك وقطع الطريق على القطارات وغلق الممر النهرى بقنا، بغرض تعطيل السياحة واحتجاز السياح، بالإضافة إلى المجازر المروعة كالتى حدثت فى استاد بورسعيد وراح ضحيتها 74 شهيدا وقرابة 2000 جريح! مع استمرار ملاحقة الثوار بالتحرير!!
صحيح أن نسيج الشعب التأم فى 18 يوم فيما بين 25 يناير إلى11 فبراير فترة ما قبل التنحى، التى أبرزت معدن الإنسان المصرى الأصيل، فكان قادرا على إزاحة مبارك عن عرشه! لكنها لم تلبث مليا حتى تحزب الشعب وتشيعت أفراده فوقفنا أحزابا وأفرادا ومسئولين فى سجال وتجاذب على مفرق طرق والوطن فى اليّم يكاد يغرق بين مطامعنا وأهوائنا السياسية!