حصاوى ومعركة الألتراس

«حصاوى بالمقهى يبدو حزينا ورأسه مربوطة بضمادة.. ويدخل جاره»
الجار: سلامتك.. مالك يا حصاوى؟
حصاوى: الحمد لله إصابتى بسيطة.
الجار: أنت أصبت فين؟
حصاوى: فى دماغى زى ما أنت مش شايف.
الجار: قصدى إيه سبب الإصابة؟
حصاوى: فى معركة المصرى والأهلى.
الجار: أنت كنت هناك؟
حصاوى: كنت هنا فى القهوة بتفرج عليها فى التليفزيون.
الجار: خضتنى يا شيخ.. افتكرتك سافرت بورسعيد.
حصاوى: والله جاتنى تذكرة مجانية، إنما ماكنش معايا حق السفر رايح جاى.
الجار: فهمنى بقى الإصابة دى إزاى وأنت ما روحتش هناك؟
حصاوى: وأنا بتفرج ع الناس وهما بينضربوا بالعصيان، حسيت إنها نازلة فوق نافوخى أنا. أغمى عليا وقعدوا يفوقونى بس لسه حاسس إنى بنزف وقلبى موجوع.
الجار: ياه.. أنت متأثر للدرجة دى؟
حصاوى: طبعا.. لأنى بحب بورسعيد من صغرى لما قريت عن كفاحها ضد الإنجليز فى 56.. لكن أتضايقت منها المرة دى لما لقيت البورسعيديين وقفوا يتفرجوا ع الإنجليز وهما بيقتلوا المصريين بدل ما يحاربوا معاهم أو يحموهم.
الجار: إنجليز إيه يا حصاوى؟ باينك خرفت.
حصاوى: أمال اللى ضربوا المتفرجين واللعيبه الأهلاوية كانوا من أنهى جنسية؟ يكونوش فرنساويين ولا إسرائيليين؟
الجار: معرفش بالظبط.. لسه ما حدش قال لنا.
حصاوى: ازاى ؟ أكيد الشرطة تعرف.
الجار: الشرطة قبضت على ناس مشتبه فيهم بس لسه ما قالوش هما مين.
حصاوى: طب والجيش بتاعنا؟
الجار: برضه لسه مش عارفين.
حصاوى: اوعى يكون الجيش انسحب زى ما حصل فى حرب 56 وساب الأهالى يحاربوا وحدهم؟
الجار: بالعكس.. الجيش جرى على هناك وأنقذ اللعيبة والجمهور المصاب ورجعهم على حسابه فى طيارتين وعربيات إسعاف.
حصاوى: والله لو أعرف إنى كان ممكن أرجع فى عربية إسعاف مجانا، على حساب الجيش، كنت رحت الماتش.
الجار: وما كنتش تخاف ترجع جثة؟
حصاوى: كله يهون فى سبيل الأهلى.. إلا الأهلى يا صاحبى.
دا خط أحمر.. دا الحزب الوحيد اللى انضميت له فى حياتى.
الجار: حزب؟
حصاوى: ومش أى حزب.. دا الحزب الحقيقى اللى فاضل لنا من أيام الحرية والديمقراطية. حزب المصريين الأحرار الوطنيين اللى أسسوه لما الاحتلال الإنجليزى عمل نادى الجزيرة ومنع المصريين يدخلوه.. الحزب اللى سبق ثورة 19 بسنين.. اصحى وفوق.
«الجار يغشى عليه»