هل من عاقل رشيد يقول كلمة صدق لصالح هذا البلد الذى نعيش فيه؟ هل من عاقل ينسى مصالحه الذاتية وأنانيته وحب المظهرة والمجاملات على حساب القتلى والمتهورين؟ هل عقلتم الفاجعة التى كنتم تدافعون عنها بالحق والباطل من أجل محاباة شخصيات زائلة؟ هل مارستم أو تركتم القانون يحاسب "الوايت مايس" عندما اقتحم النادى الأهلى وروع الناس داخله وخارجه وكم من أم وأولادها ماتوا رعبا من هذا المنظر، دافعتم عنهم وقلتم هذا شباب صغير ثم ماذا فعلتم عندما أحرق الألتراس الأهلاوى مشجع زملكاوى أمام أعين الأمن، وأيضا هجوم الألتراس الأهلاوى على ألتراس الإسماعيلى فى مباراة للشباب أمام النادى الأهلى، ضربوهم وأخذوا كل متعلقاتهم، قلتم كلاما تافه، وأن هذا الشباب لا يعى ما يفعل وهذه كرة. وكم من أقلام الآن تبكى على الجثث هى ذات الأقلام التى دافعت عن هذه الظاهرة المقيتة المنفلتة، وعندما بصق وتبول الألتراس الأهلاوى فى استاد القاهرة على أفراد الأمن الذين هم أناس مثلنا ومصريون كل همهم أن يؤدوا عملهم ويحافظون على أبنائكم ما قلتم شيئا إلا أنهم شباب طائش، بل التمستم لهم الأعذار، وهاجمتم القانون الذى تطالبون به الآن، بل هاجمتم على أفراد الشرطة والداخلية جميعا ولمتوهم أشد اللوم عندما أرادوا أن يمسكوا المنفلتين. والآن تريدون أن يحموا المنفلتين، والذين تركوا أولادهم دون سؤال يتأخرون إلى ساعات الصباح بل شجعتموهم على اقتراف كل أنواع الانفلات و"السيابان"، هل حاسبتم من كتب اللافتات التى تقول النادى الأهلى نادى الوطنية بل لا يصح أن يقال هذا والمعنى أن كل الأندية غير ذلك، والآن بعد هذه الكارثة تبكون، وتسألوا أين الأمن؟، بل بتشجيعكم أيها البلهاء فى جرائد الرياضة والتليفزيونات الآن أيضا أصبح فى كل محافظة ألتراس يفعل ما يحلوا له مثل ألتراس الأهلى والزمالك، هل هذه المجموعات استوعبت الدرس جيدا وعرفت أن كل انجراف وتهور يؤدى إلى فاجعة. اليوم بين شباب مصر الآن كل الاستعداد لحرب أخيه إن كان بورسعيديا أو إسماعيلاويا أو سكندريا حتى يثبت أنه الأقوى، فماذا تقولون على شعارات مجموعات الألتراس هنا أو هناك بأنها أهم من علم البلاد، فابكوا يوما لا ينفع البكاء. وأخيرا دعائى لكل الشهداء بالرحمة والأحياء بالاتزان، لأن الأحياء مسئولون مسئولية كاملة عن الضحايا.