سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معارضون سوريون: النظام السورى حامى حدود إسرائيل وليس من مصلحة أمريكا إسقاط الأسد.. والعبد الله: دمشق دولة فقيرة بالموارد ولا يوجد بها ما يطمع أمريكا بالتدخل.. "والجامعة": التدخل العسكرى سيفجر المنطقة
سيطرت حالة من الغضب والإحباط على مشاعر العديد من القوى السياسية السورية والمعارضة بعد إجهاض روسيا والصين مشروع قرار لإدانة النظام السورى، حيث أعرب الناشط السياسى السورى ومدير دائرة العلاقات الخارجية فى المجلس الوطنى السورى رضوان زيادة عن استغرابه واستنكاره الكبيرين، من موقف روسيا والصين بعد أن استخدمتا حقهما فى ال"الفيتو"، لإجهاض مشروع قرار مجلس الأمن لإدانة سوريا، فى جلسته التى عقدت مساء السبت الماضى. وقال رضوان فى تصريحات ل"اليوم السابع"، إن جميع المؤشرات كانت تتجه لعدم استخدام روسيا للفيتو بعد المجازر التى ارتكبتها قوات الأسد فى حمص والتى أوقعت وحدها 200 قتيل، خاصة بعد المشاورات التى أجراها وزير الخارجية الروسى مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، ورغم أن القرار لا يحقق لنا الكثير فيما نصبو إليه، إلا أننا اعتبرناه بداية الضغط الدولى على مستوى مجلس الأمن على نظام الأسد لكبح جماحه فى ارتكاب المزيد من المجازر. وأضاف زيادة، "إننا سنتجه الآن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى هذا الشأن خاصة أن لدينا إجماعا عالميا على ضرورة إدانة النظام السورى، نظرا لما يرتكبه من مجازر بحق الشعب السورى، ونحن واثقون من أن مثل هذا القرار سيضع روسيا والصين فى مأزق دولى حرج بدعمها لنظام يقتل ويشرد ويغتصب ويقصف شعبه. من جانبه، اعتبر المعارض السورى والقيادى بكتلة أحرار الشام، أحمد رياض غنام، الفيتو "الروسى الصينى"، بمثابة الحرب على الشعب السورى، من خلال دعم ما وصفه ب"النظام الفاشى"، فى سوريا، مشيراً إلى أن روسيا والصين لا يوجد لهما أى مبرر لمساندة النظام السورى الذى ارتكب على مسمع ومرأى من العالم مجزرة مروعة بحق شعب أعزل عشية تصويت المجلس على مشروع القرار. ودعا غنام الشعوب العربية والإسلامية إلى الرد المناسب على روسيا والصين من خلال إعلان الحرب الاقتصادية عليهما، والامتناع عن شراء البضائع ذات المنشأ الصينى والروسى والاعتماد على البدائل المتوفرة، وقال فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، إننا فى كتلة أحرار الشام وبالتعاون مع رفاقنا فى المعارضة السورية سنطور هذه المقاطعة وسنطور الموقف خلال اليومين القادمين، وكل مخالفة لهذا التوجة هو خيانة لشعبنا ولدماء الشهداء الأبرار. وعبرت الجامعة العربية عن إحباطها الشديد من الموقف الروسى والصينى ورفضهما دعم المبادرة العربية فى مجلس الأمن، وأكد مصدر مسئول بالجامعة العربية أن الوضع فى سوريا يزداد تعقيدا فى ظل تصعيد العنف الأمنى ضد الشعب، وأكد أن الأمانة العامة ستبحث خلال اليومين المقبلين الوضع بالكامل لتحسب خطواتها المقبلة وكيف ستتعامل مع الأزمة، مشيرا إلى أن الأمر برمته سيتم رفعه إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب المرتقب الأسبوع المقبل. ولم تفلح محاولات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى تطمين المعسكر الروسى الصينى بأن الخيار العسكرى غير مطروح للتدخل فى سوريا، حيث لم يمنع إعلانها ليلة الأربعاء قبل التصويت أنه لن يتمّ القيام بعمل عسكرى لوقف إراقة الدماء فى سوريا من استخدام الفيتو فى مجلس الأمن لعرقلة مشروع القرار. وقال مصدر مسئول فى الجامعة العربية لليوم السابع إن كلام كلينتون فى مجلس الأمن لم يكن فقط للتطمين وتمرير القرار العربى الغربى بل إنه قناعة أمريكا بالفعل فى حل الأزمة السورية، قائلا "الوضع فى سوريا يختلف تماما عن الوضع فى ليبيا حيث لايوجد فى سوريا من يدفع فاتورة التدخل العسكرى كما هو الحال فى ليبيا، وبالتالى فإن الحل السياسى هو الطريق الوحيد المفروض على واشنطن". كما أوضح المصدر أن موقع سوريا فى قلب منطقة التوتر بالشرق الأوسط سيجعل هناك حواجز كثيرة أمام واشنطن قبل التفكير فى دخول حرب غير مأمونة العواقب وقد تؤدى إلى تفجير المنطقة بأكملها، خاصة فى ظل ارتباط دمشق ونظام الأسد الوثيق بالعديد من الملفات الإقليمية الملتهبة وعلى رأسها لبنان والعراق وإيران التى ترفض أمريكا حتى هذه اللحظة الدخول فى مواجهة عسكرية معها. وشدد المصدر على أن موقف الجامعة العربية معروف ومعلن منذ اللحظة الأولى فهناك رفض عربى لتكرار سينارير ليبيا فى أى بلد عربى آخر نظرا للمعاناه التى مازال يدفعها الشعب الليبى حتى الآن رغم انتهاء حكم معمر القذافى، مؤكدا أن الأمين العام للجامعة العربية منذ اللحظة الأولى وهو يرغب فى حل الأزمة داخل البيت العربى ولو كان هناك نيه لتدويل الأزمة وفتح المجال للتدخل العسكرى لكان القرار أتخذ منذ شهور مضت. المبادرة العربية – كما يقول المصدر – أكبر دليل على تمسك الجامعة العربية بحل الأزمة السورية داخل البيت العربى بعيدا عن أى تدخل دولى لابشكل عسكرى ولاحتى سياسى، وهذا الموقف تم ابلاغه أكثر من مره للمسئولين الدوليين وحتى فى الأممالمتحده عندما شارك العربى فى جلسات مجلس الأمن. وعلق المعارض السورى وعضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أحمد مقداد على رفض أمريكا التدخل العسكرى، قائلا "إن واشنطن باعتبارها الراعية الرئيسية لإسرائيل فى المنطقة فكرت فى هذا الأمر مرارا وتكراراً، حيث إن سقوط نظام الأسد فى سوريا يعرض أمن إسرائيل للخطر، مضيفا أن إسرائيل مطمئنة تماماً لحدودها مع سوريا منذ حكم أسرة الأسد، الذى لم يجرؤ يوما على محاولة إطلاق رصاصة على جندى إسرائيلى محتل لأرضه، وبالتالى سار الأسد الصغير على خطى الأسد الكبير فى حماية حدود إسرائيل وسط دعاية إعلامية بأن نظام الأسد هو نظام ممانع ومقاوم. وأشار إلى أن الموقف الأمريكى أصبح أكثر وضوحا بعد صعود التيار الإٍسلامى فى الدول التى شهدت الربيع العربى، لذلك فهى متخوفة من تكرار هذه التجربة فى سوريا لقناعتهم بخطر تغيير النظام السورى، حيث إن أى قوى ستحكم بعد الأسد وخاصة الإسلاميين ستعتبر أن تحرير أرضها "الجولان"، جزءا مما تطمح فى تحقيقه لجموع الشعب السورى الذى ما رضى يوما على احتلال أرضه ووطنه. من جانبه، أكد المعارض السورى غنام أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستعمل من خارج المنظومة الدولية فى إطار ائتلاف دولى للضغط على النظام من خلال مناطق حماية إنسانية دون أن يكون لها أى تورط عسكرى فى الملف السورى. وأضاف غنام أن هذا الموقف الأمريكى بسبب اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية وهذا يمنع أى إدارة من اتخاذ مثل هذا القرار الصعب، فأى مرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية لن يجرؤ على وضع هذا التصور بالتدخل العسكرى فى برنامجه، لأن الشعب الأمريكى ملَّ الحروب، موضحاً أن ْأمريكا ستعمل بواسطة البديل المتاح مثل تركيا والسعودية دون التورط المباشر، وكانت الإشارة واضحة لروسيا فى ان أمريكا لن تدخل فى صدام عسكرى مع النظام السورى، مما سيساهم فى مرور هذا الائتلاف المزمع تشكيلة دون ممانعة روسية وفى نفس السياق رأى "أكثم عبدون"، عضو المجلس الوطنى السورى، أن أمريكا بالإضافة إلى ما سبق لا تريد الدخول أو الانجرار فى حروب أخرى بالمنطقة، خاصة بعد سحب قواتها من العراق التى ذاقت الأمرين فيها، وبالتالى فإن التجربة العراقية علمتها أنه من المستحيل الخروج بأمان، خاصة فى البلدان المتعدد الأطياف والقوميات والمذاهب والتى يصعب عليها رضاء طرف دون آخر. وأضاف عبدون أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى الآن للخروج الآمن من أفغانستان بعد أن تكبدت خسائر مالية وبشرية كبيرة، وبعد حالة السخط التى تنتاب المواطن الأمريكى من مجرد دخول بلاده فى حرب، بسبب حالة الاحتقان والعداوة التى تجنيها أمريكا من الشعوب العربية والإسلامية عند أى تدخل خارجى فيما يخص هذه الدول. بينما رأى الناشط السياسى السورى وعضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة "غسان العبد الله"، أن لكل دولة من دول الربيع العربى خصوصية فى التعامل الدولى معها، مستبعدا تكرار الوقفة الجادة والحازمة التى أظهرتها دول الغرب وأمريكا فى حالة الثورة الليبية، بسبب أن ليبيا دولة غنية بالنفط والموارد الطبيعية، أما سوريا فمواردها النفطية والطبيعية متواضعة، وبالتالى عدم وجود المحفز لهذه الدول فى التدخل نظرا لانعدام العائد المادى، بالإضافة إلى أن الاقتصاد السورى بدأ فى الانهيار وبالتالى دخول أمريكا فى حرب لدولة منهارة اقتصاديا سيكون عبئا ثقيلا عليها. ولم يستبعد العبد الله أن تلقى دمشق دعما عسكريا كبيرا من جانب حلفائها روسيا والصين فضلا عن إيران وحزب الله، وبالتالى فإن أمريكا وبعض الدول الغربية لديها تخوف كبير من تطور الأوضاع فى حالة التدخل العسكرى. وأشار عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة، إلى ان الشعب السورى ومعارضته يدركون جيدا حالة التخوف بالنسبة للتدخل الخارجى، وقال "إننا لم نكن يوما داعين لهذا التدخل الذى نتخوف منه كثيرا، حرصا على وطننا ووحدته، ولكن الشعب السورى فى جميع الأحوال يتعرض لمذابح بشعة ويتحمل الأسد ونظامه جميع التداعيات فى حالة حدوث التدخل الخارجى. ورغم تحفظ أمريكا على التدخل العسكرى إلا أن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أعلن أن باريس تتشاور مع دول عربية وأوروبية من أجل تشكيل مجموعة اتصال بشأن سوريا، للتوصل إلى حل للازمة بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض لإعاقة قرار لمجلس الأمن. ويعتبر المتابعون أن هذا القرار ربما يكون مقدمة لبدء التدخل العسكرى إذا ما تمت مقارنة هذه الخطوة بما تم مع ليبيا، حيث كان تشكيل مجموعة الاتصال الدولية التى ضمت دولا عربية وغربية هى النواه الأولى للتنسيق واتخاذ القرار بالتدخل العسكرى.