والد يوسف مع محررة اليوم السابع يوسف العشماوى.. اسم فرضه النظام السعودى على مجريات الأحداث المصرية، وذلك بعد الإعلان عن تورطه فى قضية مخابراتية تم سجنه على أثرها. الخارجية المصرية كعادتها التزمت الصمت تجاه الإهانات التى تلحق بالمصريين بالخارج، لكن والد يوسف رفض التعتيم الإعلامى وقرر استرداد حق ابنه مهما كلفه ذلك من مشاق ومخاطر.. اليوم السابع حرص على حوار هذا الرجل الذى يستهدف كسر الصمت المحيط بموقف الخارجية المصرية تجاه ابنه، والسطور التالية تحمل التفاصيل.. من هو يوسف عشماوى ؟ يوسف العشماوى شاب مصرى يبلغ من العمر 26 عاما، خريج 2004، حاصل على بكالوريوس حاسب آلى بتقدير جيد جدا من المعهد العالى للدراسات المتطورة، ومع حبه الشديد لكل ما هو جديد فى عالم الإنترنت والتقنيات الحديثة، التى أهلته إلى أن يكون الثالث على دفعته، حصل على منحة الدولة والاتحاد الأوروبى "الأوريكال" فى مجال برمجة وتطوير البيانات. هل ليوسف أى انتماءات دينية أو سياسية ؟ "يوسف طول عمره ملهوش فى السياسة، وميعرفش يعنى إيه سياسة"، وهو الثالث لأسرة متوسطة، فأنا كنت مديراً مالياً سابقاً، وأحد القادة بحرب التحرير عام 1973، ولدى ابنتان، وهما هند وهديل، حاصلتان على ليسانس آداب إنجليزى، وهما متزوجتان، ثم شقيقه الأصغر محمد، ونحن أسرة عادية كملايين المصريين، لا علاقة لنا بالسياسة، أو غيرها، ويوسف معروف عنه أنه كان شخصية متفتحة ومحبوبة من الجميع .. كيف جاء عمله بالمملكة العربية السعودية ؟ " بإيدى أنا وديته هناك"، فبعد تخرجه التحق بالعمل بشركة "نيوسوفت" لمدة 8 شهور فى مجال البرمجيات، ومع عبقريته فى ذلك المجال انهالت عليه العروض من كبرى الشركات بأوروبا، وبعض الدول العربية، وعلى رأسها الهند وأمريكا، ثم السعودية، وجاء لى يوسف كعادته ليأخذ رأيى، وطبعا وافقت على سفره والعمل بالسعودية لأنها دولة إسلامية، وبلد الحرمين، وهناك عمل بإحدى الشركات وهى شركة "ينابيع التقنية"، فى أكتوبر 2007 . كيف كانت حالته بالسعودية ؟ كان سعيد جدا وسط ترحيب الجميع به، وتشجيعهم له ولعبقريته، حتى أنهم جعلوه أحد المدربين الذين يعطون دروساً تدريبية لموظفى وزارة الخارجية السعودية، فى آخر تطورات البرامج التقنية، وهو ما أخبرنا به فى اتصالاته اليومية بنا، للاطمئنان علينا. ما تفاصيل احتجاز السلطات السعودية له ؟ فى أحد الأيام، الذى وافق يوم 24 أغسطس الماضى، توقفت اتصالات يوسف بنا، وهو ما أقلق والدته جدا، فقمت بالاتصال بالشركة التى ادعت وجود خلل فى هاتفه المحمول، وأنه بخير، ثم ادعوا أنه بإدارة المرور لاستكمال بيانات خاصة باستخراج الرخصة، ولكن هذا لم يطمئننا، خاصة أنه لم يتصل فى اليوم الثانى، وبعد 4 أيام، قمت بالتوجه إلى وزارة الخارجية المصرية للإبلاغ عن تغيب ابنى، لكن حتى الآن لم يجبنى أحد. هل قامت الخارجية بأى دور لمعرفة أسباب احتجاز يوسف ؟ أنا أريد ابنى، ولم يرد على أحد، والوزارة لا تقوم بدورها، وأين كرامة المصريين التى تداس كل يوم بالخارج؟! فخلال اتصالاتى بالسعودية أكد ابن خاله المقيم معه أن السلطات السعودية داهمت الشقة المقيمين بها، وقامت بالاستيلاء على جميع متعلقات يوسف، من أوراق وصور وحتى "اللاب توب" الخاص به، مؤكدين أن يوسف سيعود بعد ساعات، ولكن الساعات طالت وعلمنا أنه معتقل بسبب اتهامه فى قضية أمنية، وهنا لجأت للخارجية أكثر من مرة دون جدوى، حتى جاء 29 سبتمبر الماضى، حيث أطلعنا أحد الموظفين على إخطار وارد من السعودية يفيد احتجاز ابنى بسجن يطلقون عليه الحائر، للتحقيق معه فى قضية أمنية تتعلق بعمله بإحدى الجهات السيادية، وهو ما أدهشنى، فولدى لم يخف عنى شيئاً طوال حياته، ولم يعمل مع أى جهات سيادية. وتساءل: كيف لشخص أن يحوز كل تلك الثقة لدى شركته حتى استطاع فى أقل من عام أن يدرب موظفين بوزارة هامة وخطيرة كالخارجية السعودية.. دون أن يكون محل ثقة ؟ ألم يقابلك أحد من الخارجية ؟ تقدمت بخمس شكاوى، وبلاغات لرئيس الجمهورية، وثلاث للملك عبد الله، دون جدوى. الوزارة عندنا عديمة الفائدة، ولا تفعل شيئاً، ويوسف كان مخططاً لأن ينزل للقاهرة فى 22 رمضان الماضى تمهيدا لعقد قرانه على إحدى الفتيات، فى رابع أيام العيد، وحجز تذاكر السفر بالفعل، لكن الفرحة تحولت إلى حزن باختفائه، كما لم يسع أحد لنجدته، بل إن أحد موظفى السفارة قال لى "كرامة إيه كرامتنا فى التليفزيون وبس". ومع الموقف الضعيف من الخارجية المصرية لم أجد أى رد من المسئولين بالسعودية، حيث أعلن القنصل العام المصرى بالرياض "إحنا منعرفش فين يوسف، ولا نضمن حياته من موته". ألم يحاول أحد من السفراء طمئنتك ؟ أبداً.. وكأن المختطف والمحتجز بالسجون السعودية ليس مواطناً مصرياً، فقد تقدمت بالتماس رسمى لمقابلة السفير أحمد رزق، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية، ولكن موظفيه منعونى من الدخول، وادعوا أنه غير موجود، وبجانب ذلك فوجئت بموقف غريب من جانب القنصل العام بالرياض، والذى بدلاً من أن يطالب السلطات السعودية بضرورة الإفراج عن يوسف لعدم توجيه اتهام رسمى له، واحتجازه دون سند قانونى، قال إنه يناشد المسئولين السعوديين السماح برؤية يوسف للاطمئنان عليه. وخلال توجهى مع 6 أشخاص وقت أزمة الطبيبين المصريين المعرضين لعقوبة الجلد للسعودية، قابلت السفير حسام زكى مساعد وزير الخارجية، الذى أكد لى أن هذا هو نظام السعودية، وأنه على الإعلام أن يوضح خطورة السفر هناك. ليضيف العشماوى: أى هوان هذا الذى نحيا ونعيش فيه!! ما المدة التى قضاها يوسف فى السجون السعودية ؟ 122 يوماً. هل تحدث إليك خلال تلك الفترة ؟ فوجئنا ليلة وقفة العيد الماضى، باتصال هاتفى من أحد الأشخاص (سعودى الجنسية)، والذى قال لنا "دقيقة وسيتصل بكم يوسف"، ووسط لهفتنا للاطمئنان عليه، جاء الاتصال، حيث كان صوت ابنى منهكا، مكسوراً، وواهناً، ليقول بالنص ووسط دموعه "أنا معرفش أنا فين ومش هينفع أقول حاجة، أنا بخير بس محبوس، لكن اطمنوا عليا، وياريت تقرأوا لى سورة لقمان، وانتوا تفهموا مالى .. ". ما تعليقك على البيانات الصادرة باسمك على بعض المواقع الإلكترونية، والتى تؤكد اتهام ابنك بالتخابر على السعودية لصالح مصر ؟ "ده كله كلام فاضى"، وأعلن أننى لم أقم بالتصريح لأى مواقع عن اتهام ابنى، يوسف لا يستحق ما يحدث له، وحتى ما صرحت به الخارجية المصرية اليوم على لسان السفير أحمد رزق من أن السلطات السعودية تحتجز يوسف لاتهامه فى قضية تخابر،يعد موقفا ضعيفا لا يليق بمصر، وأنا أطالب بتدخل الرئيس مبارك لإنقاذ ابنى من السجن والتعذيب. ما حقيقة توقيع يوسف على أوراق يعترف فيها بالاتهامات الموجهة إليه ؟ أولاً، حتى الآن لم يتم توجيه تهمة رسمية لابنى، ولكن ما أخبرنى به عدد من المحتجزين السابقين بالسجون السعودية، أنها تقوم باحتجاز الأشخاص لعدة شهور، وتجبرهم على توقيع أوراق باعترافهم بجرائم لم يرتكبوها، وهو ما دفعهم للسماح ليوسف بالاتصال بعد توقيعه، وأنا مازلت أجهل لماذا ألقى القبض على ابنى! ولماذا لم تتدخل الخارجية التى اكتفت بدور ضعيف. موضوعات متعلقة.. ◄ هوس سعودى ضد المصريين.. جلد وتعذيب وأخيرا تخوين ◄ سعيد الشحات يكتب: موسم تلفيقات القضايا للمصريين فى السعودية ◄ الخارجية: عشماوى محتجز لقضية أمنية ◄ السعودية تتهم العشماوى بالتخابر لصالح مصر