وصف الناشر الجميلى أحمد، صاحب دار وعد للنشر، معرض القاهرة الدولى للكتاب المقام فى دورته الحالية بأرض المعارض، ومن المقرر أن ينتهى فى 7 من فبراير المقبل، ب "الباهت" قائلا خلال الندوة التى عُقدت أمس بأتيليه القاهرة لمناقشة كتاب "شكرى عياد.. الناقد التأصيلى" للباحث الدكتور جمال مقابلة، كان من المفترض أن ندوة مناقشة هذا الكتاب الهام تتم فى معرض الكتاب، ولكن نظرا لأن اتصال مقابلة جاء متأخرا لم نستطع اقتراح إدراج الندوة ضمن برنامج فعاليات المعرض لأن هيئة الكتاب كانت قد انتهت من وضعه بالفعل، ولكن أحمد الله أن مناقشة الكتابة جاءت فى الأتيليه وليس معرض القاهرة لأنه هذا العام "باهت بهوت غير طبيعى". ومن جانبه أعرب الناقد الدكتور سعيد الوكيل، عن سعادته لمناقشة الكتاب فى مصر قائلا: سعيد جدا لوجود الدكتور جمال مقابلة معنا فى ذكرى ثورة يناير فسبق وأن شاركنا أيضا أحداث الثورة منذ بدايتها اثناء وجوده فى مصر فى نفس التوقيت من العام الماضى. وأضاف الوكيل أن اهتمام الناقد جمال مقابلة بالناقد الراحل شكرى عياد كان اهتماما مبكرا وبينهما من الأواصر المشتركة الكثير، حيث كان شكرى عياد ذلك العالم الظاهرة الخاصة فى تاريخ الفكر والنقد العربى انشغل بأمور نقدية بعينها، ولديه روح نقدية مدققة تجاه التيارات الفكرية العربية والغربية، فهو عميق المعرفة بالنقد الغربى والعربى، وهذا الكتاب من وجهة نظرى يسهم فى تقديم الجانب النقدى لدى شكرى عياد. وقال الناقد الدكتور سامى سليمان، إن الناقد جمال مقابلة يقدم من خلال هذا الكتاب دراسة ترتكز على هدفين أساسيين وهما رصد الصيغة الأساسية فى نقد شكرى عياد وهذا يثير مشكلة الثابت والمتغير، إضافة إلى متابعة الرصد التاريخى لأفكار شكرى ة فى جامعة القاهرة كطهعياد النقدية. وأضاف سليمان أن عياد كان أكثر تأثرا بالأدب الغربى والدليل على ذلك تأسيسه لجماعة الأدب الروسى أواخر الأربعينات من القرن العشرين، وأشار إلى أن عياد كان نموذجا للإتجاه التوفيقى فى النقد العربى الحديث. وقال الناقد الدكتور شريف الجيار إن هذا الكتاب يمثل مرحلة مهمة فى تأصيل مشروع لكاتب استثنائى فى مجال النقد والإبداع من خلال تقديم موضوعى علمى، حيث اهتم جمال مقابلة فى كتابه بفكرة الروافد التى اعتمد عليها شكرى عياد لبناء مشروعه النقدى الإبداعى من الاربعينيات حتى التسعينات من القرن المنقضى، حيث لاحظ أن شكرى عياد فى مشروعه حاول أن يوفق بين الموروث والمحدث من خلا تقديم توثيقا علميا، وهو فى هذا يمثل امتدادا لأستاذه الشيخ أمين الخولى وللإمام محمد عبده، فضلا عن إفادته من المدرسة النقدية التى يمثلها طه حسين وأحمد أمين وغيرهم الذين حاولوا أن يطوعوا المناطق المنيرة فى التراث العربى ويستعينوا فى دراستهم بالمناهج النقدية الحديثة. وأضاف أن عياد اتكأ كما يرى مقابلة على عدة ركائز فى مشروعه النقدى، منها الفلسفة اليونانية وتحديدا منهج أرسطو فى كتابه فن الشعر ثم أفاد بحكم إتقانه بالعديد من اللغات فى فتح النوافذ على المناهج النقدية الغربية، خاصة الأسلوبيات التى أوضحها عياد فى فترة ما بعد السبعينات. وأوضح الجيار أن عياد اهتم فى تنظيره بالقصة القصيرة أكثر من اهتمامه بالرواية وحاول أن يضع عدة روافد عربية لاستقبال هذا النوع الأدبى وقد اعتمد عياد فى رؤيته للأنواع الأدبية وفى نقده على ما يعرف بالتفسير الحضارى للظاهرة، بمعنى أن النوع الأدبى وتطوره نتاج تطور حضارى، ومن ثم هو هنا يوفق بين التراثى والحديث بين النقد القديم والجديد.