إن الإشراقة الإلهية التى تمت بالتجسد تعنى تبديد الظلام الدامس قبل ميلاد السيد المسيح، له المجد، والتى تحتاج إلى أن يقشها نور المسيح: ظلام الخطية التى عمت البشرية وقال عنها الكتاب المقدس "إن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد" (مز 3:14). ظلام عجرفة الرومان وكبريائهم ونظرهم إلى الافتخار بالقوة الجسدية. ظلام "جهل اليهود" الذين يفتخرون بأنهم أصحاب الناموس والاشتراع وفى الوقت نفسه يفقدون قوة العمل به وعاشوا فى الرياء وتركوا الجوهر، فهو ينبهنا إلى فرصة التوبة بالسير فى النور، وهو أيضا ينبهنا من أن الظلمة تأتى وتدرك هذا النور فتجعل الظلمة تغطى وقال "فسيروا فى النور ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام" (يو35:12) والجميل فى هذا التنبيه أنه يعرفنا أن النور لنا ولسنا نحن من أهل الظلمة أن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم شريرة (يو19:3) حيث قال السيد المسيح ليضىء على الجالسين فى ظلال الموت. ونحن نقول بنورك نرى نوراً (مز9:36) فقد أشرق النور الحقيقى فى ميلاده العجيب وظهر النجم المضىء فى وضح النهار وظهر للمجوس، فالسيد المسيح هو النور المولود من الآب قبل كل الدهور وهو الذى جعل منا أن نحمل اللقب الذى له فهو قال "أنا هو نور العالم" وقال أنتم نور العالم. فالسيد المسيح يوجهنا أن نسير فى النور لتتمتع بالنور الحقيقى الذى جاء إلى العالم ولا نعثر فى سيرنا معه حتى نصل إلى الحياة الأبدية ."المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" وكل عام وأنتم بخير. * راعى كنيسة مارجرجس بمنشية الصدر عضو المجلس الإكليريكى العام وأستاذ القانون الكنسى بالكلية الإكليريكية