"مش عايز تقرا نقرأ لك إحنا".. مشروع لتحويل القراءة إلى خدمة مسموعة

يقضى معظم ساعات يومه أمام عجلة القيادة، فى محاولة للذهاب إلى عمله أو العودة إلى منزله، الوقت الذى يقضيه "عبد الرحمن وهبة" حبيس الزحام الذى احتل شوارع القاهرة ليل نهار، دفعه إلى التفكير فى طريقة للاستفادة من هذا الوقت المهدر فى الاستماع إلى الموسيقى أو برامج الراديو التى حفظها عن ظهر قلب، ومن هنا جاءت الفكرة المبتكرة التى حل من خلالها "عبد الرحمن" مشكلة الزحام والأمية معاً.
"اقرأ لى" هو اسم المشروع الذى أطلقه "عبد الرحمن" 27 عاماً بمساعدة اثنين من أصدقائه هم "عبد الله إيهاب" و"رامى جمال"، رافعين شعار "مش عايز تقرا؟ نقرا لك إحنا".
"هنقرا لكل الناس وفى كل حتة" هكذا بدأ عبد الرحمن حديثه ل"ليوم السابع" عن المشروع، وقال عبد الرحمن: اقرا لى هو عبارة عن مشروع القراءة للجميع "بجد"، وهذا من خلال قراءة المقالات والكتب بصوت مسموع وتسجيلها، بحيث يمكن الاستماع لها على الإنترنت أو الهواتف المحمولة، أو تنزيلها بواسطة وسائط تشغيل فى السيارات أو بواسطة السماعات فى المواصلات العامة أو الطوابير أو المنازل، "هنقرا فى كل مكان".
يكمل عبد الر حمن: الوقت الذى نقضيه فى الزحام أو المواصلات العامة يستغرق فى المتوسط للفرد حوالى ساعتين يومياً أى بما يعادل 730 ساعة سنوياً، مع العلم أن عدد ساعات السنة الدراسية الواحدة لا يتعدى ال550 ساعة، أى أن هذا الوقت كفيل بالانتهاء من "رسالة دكتوراة"!
كما أن الفكرة منذ البداية هدفها قتل ساعات الفراغ الطويلة التى نقضيها فى المواصلات أو الطوابير، بطريقة مفيدة، بحيث تصل الثقافة إلى الناس أينما وجدوا.
وعن تنفيذ المشروع يقول عبد الرحمن، بعد أن انتهيت من وضع الفكرة استعنت بأصدقائى ممن لهم خبرة فى مجال الإليكترونيات، وبدأنا فى المرحلة الأولى فى تسجيل المقالات بأصواتنا ونشرها على الإنترنت من خلال موقع إليكترونى يحمل نفس الاسم، بعد ذلك عرضنا المشروع على عدد من الكتاب والصحف اليومية والتى اهتمت كثيراً بالمشروع، وحصلنا بالفعل على حق النشر لعدد من الكتّاب، نقوم بقراءة مقالتهم يومياً، وتنزيلها على الإنترنت والهواتف، كما يمكن الاستماع لها بواسطة مشغل MB3 الشخصى، مما يتيح وصول القراءة للجميع حتى لمن لا يعرفون القراءة فمن حقهم متابعة الأحداث لذلك نقوم بالقراءة لهم.
"اقرا لى" الذى بدأ العمل به بالفعل منذ عدة أشهر، وصل عدد مستمعيه حتى الآن لما يزيد عن 180 ألف مستمع، وفريق عمل زاد عم ال30 متطوعًا، إلى جانب قراءة أكثر من 700 مقال لعدة كتاب.
"بنحلم نخلى بجد القراءة للجميع وميبقاش كل اللى بنسمعه أغانى" هكذا أنهى "عبد الرحمن"حديثه ل"اليوم السابع"، معلناً عن التجهيزات التى يقوم بها فريق العمل لقراءة كتب كاملة بطرق جديدة تسهل على المستمع تقبلها، إلى جانب فتح الباب لكل من لديه موهبة الكتابة أن يكتب مقالاته ويقرأها ويسمعها الجميع.