قال الروائى الدكتور يوسف زيدان، إنه مع استمرار ضغط التيارات الدينية فى مصر بعد الثورة سيظهر أمامها ضغط من نوع آخر، وذلك تطبيقا لقانون نيوتن القائل بأن لكل فعل رد فعل، والدليل على ذلك ظهور علياء المهدى والأفلام السينمائية مثل شارع الهرم، وأضاف زيدان خلال صالونه الشهرى بساقية الصاوى أمس الأربعاء تحت عنوان "مستقبل الثقافة فى مصر، "أنه لا يرى مستقبلا واسعا للاتجاهات الدينية فى مصر، مشيرا إلى أن ثورة 25 يناير لن تتوقف ونجحت فى تحقيق الكثير حتى وإن لم تكتمل نهائيا ولكنها اصبحت بمثابة الشمعة التى يخفت ضوئها بين الحين والآخر ولكن لن تنطفأ أبدا". وأوضح زيدان أن الخطأ الذى ارتكبه إعلام ما بعد الثورة هو أنه روج للتيارات السلفية بشكل خطأ مضيفا أنه من طبيعة أى ثورة الخروج عن البطريركية "السلطة الأبوية"، وأشار زيدان إلى أن عميد الأدب العربى "طه حسين" قدم كتابه مستقبل الثقافة فى مصر خلال فترة الثلاثينات من القرن الماضى فى ظروف شبيهة بتلك التى نعيشها الآن وأكد فى كتابه أن مستقبل الثقافة يكمن فى النهوض بالتعليم واللغة وشدد على دور مؤسسة الأزهر والكنيسة المصرية فى ذلك، ولكن كان ينقصه أن يعرف بكل كلمة على حدة ويوضح ماذا تعنى كلمة " الثقافة، المستقبل، ومصر". وأكد زيدان أن مستقبل الفكر والثقافة المصرية فى الفترة القادمة على الرغم من أنه لا ينبأ بأشياء كثيرة إيجابية إلا أنه لا يعنى انعدام الأمل قائلا: "كثير من المثقفين تم تكسير عظامهم فى عام 2011 سواء بقصد أو بدون قصد فحالة الانفتاح الهجومى التى تسبب الإعلام فيها إلى حد كبير أدت إلى التجريح الشديد فى كثير من الأشخاص، وبالتالى أصبحت الاصوات الثقافية أم يكون مصيرها الموت أو تكتئب أو يتم إسكاتها حتى بات هناك قلة فى عدد منتجى الثقافة والإبداع". وتحدث زيدان عن واقعة حرق المجمع العلمى التى شهدتها مصر فى أحداث مجلس الوزراء الأخيرة قائلا: "عندما سألنى السائق وأنا فى طريقى للساقية عن من حرق المجمع العلمى قلت له الدكتور محمود حافظ رحمه الله، وفى الحقيقة كانت إجابتى لأشياء كثيرة أولها هو أننى لا أعرف ما الذى جعل الدكتور حافظ وهو على مشارف المئة عام أن يتمسك بمنصب رئاسته للمجمعين اللغوى والعلمى ومنذ عقود والمكان هذا لم يكن صالحا من وجهة نظرى فأذكر عندما دعيت لإلقاء محاضرة فيه عام 2002 لم يكن هناك سوى 11 شخصا هم أعضاء المجمع أعمارهم 70 عام والمكان من الداخل أشبه بكادرات فيلم الرعب، ناهيك عن طبقة الرطوبة والأتربة التى تعلو سطح الكتب والتى تجعلها كفيلة لإلحاق الأذى بعين أى شخص يريد أن يطلع عليها". ويتابع: "كان من المفترض منذ أن اشتدت أحداث مجلس الوزراء أن يبلغ القائمين عليه الجهات المسئولة ويحملوهم المسئولية كاملة ولكن هذا للأسف لم يحدث". ومن جانبه قال النائب البرلمانى محمد الصاوى، إن مستقبل الثقافة هو الموضوع الذى يجب أن نهتم به فى الفترة القادمة، لأن إهمالها هو الذى تسبب فى تأخرنا طوال الفترة السابقة، مضيفا: "لو كانت مصر عرفت معنى ثورة الثقافة منذ عقود ما كان شخص مثل مبارك أصبح رئيسا لنا فقد آن الآوان لتعود للثقافة كرامتها".