المفوض العام للأونروا ل«اليوم السابع»: مصر داعم قوى للملف الفلسطينى.. فيليب لازارينى: مصر لها دور ريادى فى المنطقة.. وأشيد بخطتها لإعادة إعمار قطاع غزة.. وندعم ملايين الفلسطينيين فى العالم

زار فيليب لازارينى مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى الشرق الأدنى «الأونروا» مصر، للقاء عدد من المسؤولين الحكوميين والمسؤولين بالجامعة العربية للإحاطة بأولويات وكالة الأونروا لعام 2022 والتحديات التى تواجهها، وصولا إلى أقصى استفادة للاجئين الفلسطينيين فى المنطقة ودعمهم.


«اليوم السابع» أجرت حوارًا مع المسؤول الأممى الذى أكد دعم مصر القوى للملف الفلسطينى، وكذلك المنظمة الأممية المعنية باللاجئين الفلسطينيين وكذلك الدور الريادى لمصر فى المنطقة للتواصل مع الحكومات بغرض الحث على تقديم الدعم للوكالة التى تعمل على ملفات الحماية الاجتماعية والتعليم والصحة وتحسين المخيمات والمساعدات النقدية والعينية والغذائية والاهتمام بوصول كل طرق الدعم والمساواة بين الجنسين من اللاجئين الفلسطينيين فى عدد من الدول بالمنطقة العربية.. إلى نص الحوار:


كيف ترى الأونروا دورها بعد 73 عامًا من الصراع الفلسطينى واليوم فى وسط جائحة كورونا؟

فى الواقع بعد 7 عقود، أعتقد أن دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى الشرق الأدنى «الأونروا» أصبح لا غنى عنه أكثر من أى وقت مضى، خاصة أنه لم يتم التوصل إلى حل عادى ودائم يمكن تطبيقه لقضية اللاجئين الفلسطينيين، ويمكنكم أن تتذكروا أن الأونروا أنشئت لتقديم الإغاثة والمساعدة ودعم التعليم للاجئين الفلسطينيين، واليوم إذا نظرنا إلى الوضع فى المنطقة هناك الكثير من الأزمات توجد فى الدول التى يعيش بها اللاجئون الفلسطينيون فيما تساعد الأونروا فى تقديم شريان حياة مهم جدًا لهذه المجتمعات فى المنطقة، وذلك عن طريق توفير التعليم لحوالى 600 ألف صبى وفتاة وتوفير شبكات الرعاية الاجتماعية كذلك ل2 مليون شخص فى المنطقة.


وأعتقد أنه من خلال مساهماتنا واستثماراتنا فى التنمية البشرية للاجئين الفلسطينيين نحن نساهم فى استقرار المنطقة، وهذا هو السبب أننى أظل أقول من مصلحتنا المشتركة أن تركز الأونروا على أنشطة التنمية البشرية حتى يتم الترويج لحقوق اللاجئين الفلسطينيين وحصولهم على الكرامة والرفاه.

ماذا عن التعاون بين الأونروا والحكومة المصرية فى الفترة المقبلة؟

مصر داعم قوى للغاية لدعم الأونروا ومصر دولة مؤسسة وداعمة تاريخيا للوكالة، وتلعب دورا مهما من خلال التواصل مع الحكومات الأخرى بما فيها حكومات المنطقة لتقديم الدعم للوكالة الأممية، ولتوفير الموارد اللازمة ونحن على تواصل مع الحكومة المصرية فيما يتعلق بإعادة الإعمار فى قطاع غزة وبحث سبل كيفية مساهمة تلك الخطط لدعم اللاجئين الفلسطينيين، ولا يوجد هناك شك أن مصر من أكبر الشركاء للوكالة.


وماذا عن التعاون بين الأونروا وجامعة الدول العربية فى دعم الشعب الفلسطينى؟

الجامعة العربية وأمينها العام أيضًا من أقوى المدافعين عن الوكالة وحقوق اللاجئين الفلسطينيين حيث تم عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب، وتم دعوتى له كما جرت العادة، حيث دعيت خلال الاجتماع إلى التضامن الإقليمى مع اللاجئين الفلسطينيين، وطلبت من أعضاء المجلس تقديم دعم مماثل للدعم الذى تقدمه الدول المضيفة للاجئين لا سيما أننا نواجه احتياجات متزايدة فى الوقت الذى تكون فيه قدرات الأونروا محدودة، ومن هنا تأتى أهمية الشراكة الإقليمية لدعم دور الأونروا فى تقديم المساعدة للاجئين الفلسطينيين بما يعزز الاستقرار فى المنطقة.


كيف تواجه الأونروا الأزمة المالية التى تشهدها.. وكيف يتم معالجتها ومدى تأثيرها على برامج اللاجئين الفلسطينيين؟
الأونروا منظمة تعمل على توصيل المساعدات للاجئين الفلسطينيين من خلال التعاون مع حكومات الدول خاصة فى مجالات التعليم والرعاية الصحية وشبكات الحماية الاجتماعية لملايين المستهدفين من اللاجئين الفلسطينيين فى المنطقة فى بلدان مثل لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.

وما رأيناه خلال الأعوام الماضية زيادة فى الخدمات المفترض تقديمها من جانبنا، ولكن الموارد أصيبت بالجمود فعام يلو الآخر أصبحت هناك محدودية فى التمويل وعلينا أن نتجاوز هذا.


فى البداية كانت الأونروا تتبع تدابير التقشف، ولكن هذه التدابير أيضًا لها حدود، لدينا معدل 45 ل50 طفلا فى الفصل الدراسى الواحد والتقشف معناه أن الطبيب لا يستطيع قضاء أكثر من 3 دقائق مع المريض الزائر، ومن هنا تأتى الضرورة لمعالجة هذه المحدودية والعلاقة ما بين التكاليف والدخل لأننا إذا لم ننجح سيكون لذلك تأثير على محتوى وجودة الخدمة المقدمة.

وكوكالة تقدم خدمات شبيهة للحكومة لا بد من تقديم ما يكفى من أموال لتمكينها من القيام بدورها، ومن هنا تأتى أهمية دعم الشركاء الإقليميين للوكالة فمنذ عدة سنوات كان دعمهم للوكالة بنسبة 25% من الميزانية، ولكن اليوم 3% فقط وأعتقد أن هناك مساحة للمزيد من الدعم.

ماذا عن الخطوات التى اتخذتها الأونروا للاستجابة لجائحة كوفيد - 19؟

وباء كورونا كان تحدى إضافى لجميع دول العالم وتحديدا للدول المضيفة للاجئين، ولكننا كما نعرف لسنا جميعا متساوون أمام الجائحة وكانت هناك فئات أكثر تضررا، وذلك بسبب الوضع الاقتصادى والاجتماعى.


ماذا عن دعم مصر للملف الفلسطينى والفلسطينيين؟

مصر مدافع كبير عن اللاجئين الفلسطينيين وداعمة كبيرة للأونروا وساعدت الوكالة للتواصل مع الحكومات الأخرى للحفاظ على الإبقاء على دعمها للمنظمة، ولدعم المنظمة للترويج إلى حقوق اللاجئين الفلسطينيين والوصول إلى الرفاه والحياة الكريمة، وفيما عدا ذلك مصر لديها خطة لإعادة إعمار غزة ونبحث فى كيفية أن تكون الخطة مساعدة للاجئين الفلسطينيين فى القطاع.