نانسى كانت أقرب صديقة لى ومكاننا كان جنب بعض فى أول تختة فى الفصل وإحنا فى ابتدائى، وبالرغم من أنها كانت متدينة وبتروح الكنيسة مع مامتها كل يوم حد كانت بتدايق من حصة الدين عشان بنقعد ساعة تقريبا ما نشوفش بعض، ولما المدرسة بتاعتها كانت بتغيب كانت بتحضر معانا حصة الدين الإسلامى وبنخلصها ونروح أوضة الموسيقى عشان نتعلم نعزف الأغانى الوطنية فى طابور الصباح، لما كنا بنتخاصم كانت مدرسة الدين المسيحى هى اللى بتصالحنا على بعض ومرة فى شهر رمضان اتكلمنا وهى المدرسة بتشرح وقفتنى عشان تضربنى فتحت إيديها بدالى وقالتلها حرام أنا اللى كنت بسألها على حاجة اضربينى عشان هى صايمة النهاردة لحد الضهر وتعبانة. وفى المراحل التعليمية التالية كان عندى سؤال متكرر لمدرسين الدين اللى أغلبهم كان عائد من إعارة عمل بالخارج (هما المسيحيين اللى ماتوا فى حرب أكتوبر شهداء ؟) وكانت الإجابة دايما بالنفى. وتانى يوم بعد أحداث نجع حمادى قابلت زميلتى السلفية فى الشغل لقيتها راسمة ابتسامة خبيثة على وشها قولتلها شوفتى اللى حصل ردت وقالت: "أحسن عنفتها وقولتلها تخيلى حالة الأمهات اللى ولادهم اتقتلوا أنتِ أم وعارفة وبعد كام شهر ابنها وقع من العربية على الأسفلت، واتوفى فى نفس اللحظة وهى مسافرة وكانت زميلتنا المسيحية اللى انهارت وقت أحداث نجع حمادى وحست بعدم الآمان فى بلدها هى أول واحدة راحت وجمعت الزملاء عشان نروح نعزيها فى المستشفى. بصراحة مش لاقيه سبب مقنع عشان أكره المسيحيين اللى بتبرزها الفتاوى الجديدة اللى بتمنع المسلمين من تهنئة المسيحيين بأعيادهم، مش الملك النجاشى اللى حمى أتباع الرسول وقت الهجرة كان مسيحى وقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: «لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإنَّ بها مَلكاً لا يُظلم عنده أحد، وهى أرض صِدْقٍ، حتى يجعل اللّهُ لكم فرجاً مما أنتم فيه"، والأبطال اللى نصرونا فى حرب أكتوبر كان منهم مسيحيين، والشباب اللى استشهدوا فى 25 يناير وما بعدها كان فيهم مسيحيين. كل سنة وكل مسيحى طيب وبخير وآمان، وما حدش يسيب البلد ويهاجر محتاجينكم معانا عشان نبنيها ونعلى صوت الحق واللى مش عاجبه وجودكم يتفضل هو يمشى.