روسيا وأوكرانيا.. كييف تدعو واشنطن للضغط على أوروبا لحظر موسكو من "سويفت".. بلومبرج: العزل المالى ضد روسيا لا يؤخذ فى الاعتبار بسبب "أمن الطاقة".. ألمانيا تؤكد: نفكر فى العواقب.. والكرملين يحذر: المعاملة بالمثل

محاولات مستمرة لحمل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على وقف العملية العسكرية التى امر بشنها فجر الخميس على أوكرانيا، حيث نددت أمريكا وأوروبا والدول الغربية بالتحركات الروسية وعقدت الاجتماعات العاجلة فى مختلف الدول لمناقشة العقوبات والخطوات الممكنة لخفض التصعيد.

أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبى عن عقوبات اقتصادية يعد اكثرها تأثيرا وفاعلية هو القرار الألمانى بوقف المصادقة على تشغيل خط انابيب غاز نورد ستريم 2 ودخل حيز التنفيذ.

الخطوة الأخرى التى تماثل القرار الألمانى فى الفاعلية هو حظر روسيا من نظام سويفت العالمى للتعاملات المالية لكنه لم يكن ضمن قائمة الإجراءات بسبب تأثيراته التى لن تضر بروسيا فقط.

قالت وكالة بلومبرج أن استخدام سلاح "العزل المالي" بفصل روسيا عن منظومة الدفع المصرفى الدولية ليس مدرجا فى قائمة العقوبات الاتحاد الأوروبى ضد موسكو.

ووفقا للوكالة فإن فصل روسيا لا يؤخذ فى الاعتبار بسبب عاملين رئيسيين، الأول هو معارضة دول مثل ألمانيا وإيطاليا لهذا الإجراء بسبب مخاوف بشأن أمن الطاقة.

والسبب الثانى هو أن الاتحاد الأوروبى يشعر بالقلق إلى حد ما بشأن تفعيل أنظمة الدفع الأخرى، ولا سيما الصينية والروسية، التى تعد منافسا لمنظومة "سوفيت".

من جانبها كررت أوكرانيا دعواتها لحظر روسيا من سويفت، حيث دعا وزير الخارجية الأوكرانى دميترو كوليبا، اليوم الجمعة، نظيره الأمريكى أنتونى بلينكن لحث القادة الأوروبيين على حظر روسيا من النظام والتى يربط ماليًا آلاف المؤسسات حول العالم.

وفقا لسى أن ان، جاء خلال مكالمة هاتفية بين كوليبا ووزير الخارجية الأمريكى، حيث طلب الوزير الأوكرانى بتوظيف كل النفوذ الأمريكى على بعض الدول الأوروبية "المترددة"، حسب وصفه، من أجل حظر روسيا من نظام سويفت الدولي.

وقال الرئيس الأمريكى، جو بايدن، الخميس أن إزالة روسيا من "سويفت" ليس الخيار الذى تفضل الدول الأوروبية اللجوء إليه فى الوقت الراهن لكنه أكد أن هذه الخطوة ستبقى دائما "مطروحة".

ودافع بايدن عن حزمة العقوبات التى فرضها على موسكو عبر الإشارة إلى أن عواقبها "توازي" عواقب إزالة روسيا من "سويفت" أو ربما "تزيد" عن ذلك.

وقالت الحكومة الألمانية، أن تعليق نظام "سويفت" مع روسيا، سوف يؤثر على أعمال برلين التجارية، وطالبت أنالينا بيربوكو زيرة الخارجية الألمانية بوتين بوقف أعمال العنف فى أوكرانيا فورا.

وقال كريستيان ليندنر وزير المالية الألماني: لا نعارض إقصاء روسيا من نظام "سويفت" لكن نفكر فى العواقب، وأضاف وزير المالية الألماني: العقوبات يجب أن تطال بوتن ولافروف.

طالت العقوبات الجديدة بشكل خاص مصارف روسية، من بينها "فى تى بي" و"سبيربنك"، من جهته أكد البنك المركزى الروسى والحكومية الروسية عزمها دعم المصارف المدرجة فى قائمة العقوبات.

وفى روسيا، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميترى بيسكوف أن العقوبات الجديدة سيتبعها تدابير للرد عليها، مشيرا إلى تفعيل مبدأ المعاملة بالمثل.
وقال بيسكوف ردا على سؤال بشأن تدابير الرد الروسى على العقوبات الغربية الجديدة: "بالطبع سيكون هناك رد؛ مبدأ المعاملة بالمثل سيعمل. لأى مدى ستكون مماثلة، سيعتمد على تحليلها، لا يزال يتعين علينا تحليل هذه القيود. وبالطبع، هدفنا خلال هذه التحليلات سيكون مصالحنا الخاصة. أى أننا سنتصرف انطلاقا من مصالحنا الخاصة"

يستخدم نظام "سويفت" من قبل أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية لإرسال رسائل آمنة وأوامر دفع، ومع عدم وجود بديل مقبول عالميًا، يعد هذا بمثابة البنية الأساسية للتمويل العالمي.

وبحسب خبراء، فإن رفع روسيا من نظام SWIFT سيجعل من المستحيل تقريبًا على المؤسسات المالية إرسال الأموال داخل أو خارج البلاد، ما يؤدى إلى صدمة مفاجئة للشركات الروسية وعملائها الأجانب - وخاصة مشترى صادرات النفط والغاز المقومة بالدولار الأمريكي.

ويقع مقر SWIFT فى بلجيكا ويديره مجلس إدارة يتألف من 25 شخصًا، بما فى ذلك Eddie Astanin، رئيس مجلس الإدارة فى مركز المقاصة الطرفية المركزى فى روسيا.

وسويفت، التى تصف نفسها على أنها "أداة محايدة"، تأسست بموجب القانون البلجيكى ويجب أن تمتثل للوائح الاتحاد الأوروبي.