خبراء: طائرة التجسس حلقة فى سلسلة التصعيد الأمريكى الإيرانى المتبادل

تصاعدت أزمة الطائرة الأمريكية بدون طيار التى اسقطتها إيران، بعدما رفضت طهران الطلب الأمريكى بتسليمها الطائرة، معتبرة أن الطائرة ملك لها، وهو ما اعتبره عدد من الخبراء تصعيداً جديداً فى العلاقات المتوترة بين البلدين.
الدكتور مصطفى اللباد رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية بالقاهرة، اعتبر أن حادث الطائرة الأمريكية فى إيران هو حلقة فى سلسلة تصعيد أمريكى إيرانى يتخطى موضوع الطائرة، لأن التصعيد قائم بدون الطائرة وبوجودها، مشيراً إلى أن التصعيد المتبادل يأتى من دور إيران الإقليمى واقتراب انسحاب أمريكا من العراق، وكذلك التقدم الإيرانى فى الملف النووى.
ويرى رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، أن إسقاط طائرة أمريكية حادثة ذات قيمة معنوية لإيران، خاصة أنها أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الأمريكية، وقال إن الطائرة وصلت إيران مرات عديدة ولكن فى هذه المرة لم يتم إسقاطها بل قامت إيران بالتحكم فيها على بعد 250 كيلو متراً وأنزلتها على مدرج، وهذا يعنى أن إيران تمتلك قدرات تكنولوجيا تمكنها من التحكم بالطائرة، وبالتالى فالقيمة المعنوية الإعلامية كبيرة لإيران وإيران لديها مصلحة أنها تعرضها على حلفائها بالصين وروسيا.
واستبعد اللباد حدوث صفقة أمريكية إيرانية على الطائرة لصعوبة تخلى إيران عنها كما أن أمريكا لا يوجد عندها ما تقدمه لإيران، واعتبر اللباد أن قرار الكونجرس الأمريكى اليوم للتصعيد ضد إيران ومنع المحادثات الرسمية بين المسئولين الإيرانيين والأمريكيين سوف يؤدى بدوره إلى صعوبة مهمة إدارة أوباما فى إجراء لقاءات مع إيران.
وأشار اللباد إلى وجود أهمية عند حلفاء إيران فى فحص الطائرة، فإيران لها حلفائها روسيا والصين ومن مصلحتهم أن يفحصوا الطائرة، لأنها أحدث ما وصلت إليها التكنولوجيا الأمريكية.
ويرى د.مدحت حماد أستاذ الدراسات الإيرانية جامعة طنطا، أن هذه الأزمة سوف تخلق لإيران فرص على كافة المستويات فهى ورقة أصبحت متاحة فى يد المفاوض الإيرانى لمواجهة الدول الأوروبية وأمريكا كى تساوم عليها أمريكا فيما يخص برنامجها النووى، مضيفاً أن إيران تستطيع أن تطلب من أمريكا أن تلغى بعض العقوبات التى اقرها الكونجرس، لكى تقوم بتسليم الطائرة.
وقال عندما نرى أن الخبراء الروس والصينيين قد وصلوا طهران فان ذلك يعنى أن هناك صفقة جديدة بين إيران وحلفائها روسيا والصين، ويمكن لإيران أن تحصل على ضمانات أكثر من روسيا والصين باستخدام حق الفيتو ضد أى قرار يصدر ضدها وربما تستخدم إيران هذه الطائرة لتشجيع روسيا لإحياء صفقة صواريخ اس 300.