الأصدقاء والأحبة من المنتمين للتيار الإسلامى، عارضوا ما كتبته هنا أمس عن دور العقل فى الشريعة الإسلامية، وكتب بعضهم غاضبا أحيانا، ومتجاوزا أحيانا أخرى فى تعليقات على موقع «اليوم السابع»، وأريد هنا أن أذكّرهم جميعا، الغاضبين وغير الغاضبين، أن احتقار دور العقل فى بناء أمة الإسلام أمر خارج عن المنطق التاريخى، ليس ذلك فحسب، بل أذكّرهم بأن عقيدة التوحيد فى الإسلام، قد اهتدى إليها نبى الله إبراهيم عليه السلام باجتهاد عقلى «أصلا»!! نبى الله إبراهيم الذى نتعبد باسمه فى الصلوات الخمس، وندعو الله أن يصلى على آل بيت محمد، صلى الله عليه وسلم، كما صلى على آل بيت إبراهيم، صلوات الله عليه، هو من قادنا إلى الوحدانية بالعقل أولا، تذكر أنت قول إبراهيم: «فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هذَا رَبِّى فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هذَا رَبِّى فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِى رَبِّى لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هذَا رَبِّى هذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّى بَرِىءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّى وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِى فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين».. «الأنعام 76 - 79». العقل قاد إبراهيم النبى إلى الله الواحد القهار، والعقل قادنا إلى الوحدانية، والعقل هو المعيار الذى دعا إليه الله تعالى هذه الأمة.. لتحتكم إليه، لبيان الحق من الباطل فى أعظم القصص التى رواها القرآن الكريم. العقل هو هذا الدين، وهذا الدين روحه وخلوده فى إعمال العقل. حرام أن تنكروا علينا وسيلتنا إلى التوحيد، وعنوان معجزة الخلود فى الإسلام. والله أعلى وأعلم. موضوعات متعلقة:: خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": دور العقل فى الشريعة الإسلامية