نجحت لجان الصلح بالجيزة، وبحضور الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، فى عقد صلح بين عائلتى الغنايم والنخيلة اليوم، السبت، بمركز شباب المنيب، لتنهى خصومة ثأرية بينهما منذ شهر رمضان الماضى، راح ضحيتها 5 قتلى والعديد من المصابين. وأشرف على عقد الصلح اللواء عبد الوهاب خليل، المرشح بالدائرة الأولى بالجيزة قوائم، وكبار العائلتين وعلى رأسهم صفوت محروس عن عائلة الغنايم وعبد الرحمن عبد الحفيظ عن عائلة النخيلة، وحضور المئات من العائلتين والشخصيات ذات القبول بالجيزة. وأكد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، أن مجالس الصلح مجالس طيبة يشهدها الله وينزل على من بها السكينة والرحمة، لأنهم يحيون سنة رسول الله فى الأرض، مستدلاً بقوله تعالى: " وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"، موضحاً أنه ربما يأتى أحد الناس إلى مجلس الصلح من باب المجاملة وهو لا يعلم أنه يأخذ بذلك خيراً كثيراً. واستشهد المفتى، خلال كلمته بجلسة الصلح، بالعديد من الأمثلة التى تطالب بالعفو، مستدلاً بالقصص النبوية الجليلة، ومنها عفو الرسول "صلى الله عليه وسلم" عن سيدنا خالد بن الوليد وهو الذى أكثر القتل فى المسلمين قبل إيمانه بل وسماه سيف الله المسلول، وختم كلامه بالدعاء للمتوفين والمصابين وطالب من الحضور بأن يؤمموا وراءه. من جانبه أوضح اللواء عبد الوهاب خليل أن مجالس الصلح لابد أن يسعى لها الإنسان، لما فيها من الخير ولما فيها من نشر المودة والمحبة بين الناس، مؤكداً أن جميع أهالى الدائرة هم أهله وناسه، داعياً الجميع لترك الخصومات والمشاحنات والبدء فى كتابة صفحة جديدة بين الجميع، كما أوضح الدكتور رشاد حسن خليل، العميد السابق لكلية الشريعة والقانون، أن ما حدث بين العائلتين إنما يكمن فى آفة الغضب التى انتشرت بين الناس، موضحاً أن الغضب من الآفات التى نهى الله عنها وطالب الرسول الكريم الأعرابى بأن يبتعد عن الغضب عندما طلب النصيحة من الرسول "صلى الله عليه وسلم". بدأت مراسم الصلح بتقديم كلٍ من أحمد محروس وعلى محفوظ من الغنايم كفنهما لأسرة المتوفين من عائلة النخيلة، وتقديم مبلغ 200 ألف جنيه لأسرة كل متوفى، وعندما تقدما بكفنهما هلل الحضور وكبروا "الله أكبر" ودعوا الله أن يتم إنهاء الخصومة على خير، كما رددوا وراء المفتى القسم قائلين:" أقسم بالله العظيم أن نقبل هذا الصلح ما حيينا وأن نمنع أى عدوان على كلا الطرفين والله على ذلك شهيد والله على ذلك وكيل". يذكر أنه كانت هناك جلسات قبيل الجلسة الختامية لإنهاء الخصومة بين العائلتين حضرها كل من الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق، والعمدة حسين سالم صالح والدكتور رشاد خليل، والمحكم طارق الديب والمحكم محمد على بدوى.