حرق كتب نجيب محفوظ

لم يسلم الأديب العظيم نجيب محفوظ من التجريح والتطاول من بعض القوى الظلامية أثناء حياته، وناله منها الكثير من الأذى وتعرض لمحاولة قتل على يد شخص متطرف لم يقرأ له حرفاً، وعلى الرغم من رحيل أديبنا العظيم، وفى العام الذى يحتفل فيه العالم بمئويته نفاجأ جميعاً بتصريحات السيد عبدالمنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية فى مصر، فى قناة "الجزيرة مباشر" والتى قال فيها: إن روايات الأديب الراحل الحائز على جائزة نوبل للأداب " صوَّرت مصر وكأنها خمَّارة كبيرة"، وقال: "من العار على أى مصرى أن يقدم مصر من خلال روايات نجيب محفوظ "، واتهم أدب نجيب محفوظ بأنه أدب يحض على الرذيلة والفجور.
ما هذا العبث الذى يحدث؟، ولأى مدى يمكن السكوت عن هذا الأسلوب من الحوار؟، وهل بهذه الطريقة يكون الاختلاف بين القوى الفكرية والسياسية؟، ماذا ينتظر السيد عبد المنعم الشحات من المجتمع المصرى بعد أن يقول هذا الكلام، هل مطلوب أن يتم حرق كتب نجيب محفوظ مثلاً، أم هل مطلوب أن ننكر أنه كان مصرياً، وهو من نجح فى أن يضع مصر فى قلب العالم الثقافى والفكرى، وقدم لمصر تاريخاً من الأدب والفكر، وساعد فى نشر الثقافة المصرية والترويج لها فى العالم كله، فى الوقت الذى لم يدلنا فيه السيد عبد المنعم الشحات على المقومات التى بنى عليها آراءه، وهل ما يطالب به الشحات الآن سيدفع الآخرين للمطالبة بوجود محاكم تفتيش تبحث فى عقول ونوايا وضمائر المثقفين والمبدعين وتعيد مصر لعصور الظلام، هل هذه مصر التى ننتظرها بعد الانتحابات؟.