تركت زيارة سكوبى لقناة السويس انطباعا قويا بأن أمريكا لابد أن تتصدى للقراصنة، وكان الفريق أحمد فاضل رئيس هيئة قناة السويس، قد التقى بمكتبه بمبنى الإرشاد بالإسماعيلية السفيرة مارجريت سكوبى سفيرة الولاياتالمتحدة بالقاهرة، والوفد المرافق لها. اليوم السابع يرصد التفاصيل. فى بداية اللقاء أثنت السفيرة الأمريكية على قناة السويس كأحد المعالم الحضارية العالمية ذات البُعد التاريخى، وأشارت إلى أن جميع أطفال العالم يدرسون تاريخ قناة السويس منذ عهد الفراعنة، وقالت "لا يمكن أن يغفل أحد الأهمية الكبيرة لقناة السويس للتجارة والرخاء العالمى". أوضح الفريق فى حديثه قدرة قناة السويس الحالية على استقبال جميع سفن الأسطول التجارى العالمى، فيما عدا 5ر1% من سفن الصب و40% من ناقلات البترول، وأن هيئة القناة تعمل دائماً على التطوير المستمر للمجرى الملاحى وذلك بإمكانياتها الذاتية، حيث تمتلك أسطولاً يضم 13 كراكة، على رأسها الكراكة مشهور والكراكة مكة، كما أننا على وشك الانتهاء من مرحلة 66 قدما، التى ستمكننا من استيعاب 65% من ناقلات البترول و99% من سفن الصب. وتساءلت السفيرة الأمريكية عن القرصنة فى منطقة القرن الأفريقى وتأثيرها على قناة السويس، فأجاب الفريق فاضل بأن القرصنة لم تؤثر حتى الآن على قناة السويس، إلا أن خطرها إن لم يتم إحتواؤه والسيطرة عليه فسيتفاقم ويتحول إلى خطر يضر بمصالح الجميع، وأشار الفريق إلى أن ناقلة النفط السعودية كانت متجهة للدوران حول رأس الرجاء الصالح، وتم خطفها على مسافة تزيد على 200 ميل بحرى من السواحل الكينية، وبذلك يتضح لنا أن خطر القرصنة يضر بحركة الملاحة العالمية وينبغى تضافر الجهود الدولية على الصعيدين الدبلوماسى والعسكرى للقضاء على هذا الخطر. واتفق الطرفان على أن حل مشكلة الصومال وإقامة دولته والعمل على استقراره هو الأساس الذى يؤدى إلى القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة. وفى رده حول الأزمة المالية العالمية. أوضح الفريق أن الأزمة ما زالت فى بدايتها أى أننا فى بداية العاصفة ونتمنى ألا نصل مركزها، أى أن التباطؤ الحالى فى الاقتصاد العالمى فى ظل هذه الأزمة أمر طبيعى، وأرجع السبب فى ذلك لسرعة تدخل الإدارة الأمريكية لمواجهتها بعد أسبوع واحد فقط على خلاف ما حدث فى الأزمة الاقتصادية العالمية، التى تُعرف بالكساد الكبير عام 1929 التى تدخلت فيها الإدارة الأمريكية بعد 100 يوم من حدوثها، وأن تداعيات هذه الأزمة ستطال الجميع بنسب متفاوتة ولكن تأثيرها طفيف حتى الآن على قناة السويس. وفى ختام الزيارة رافق الفريق فاضل السفيرة فى جولة بحرية فى القناة، شرح خلالها نظام الملاحة وحركة المرور فى قناة السويس.