قبل عطلة عيد الأضحى التى تبدأ بعد أيام، يشهد أحد معامل إنتاج الحلوى التقليدية فى مدينة جنين بالضفة الغربية، نشاطا مكثفا. وضاعف مازن مرشود صاحب المعمل إنتاجه إلى ثلاثة أمثال منذ بداية ديسمبر الجارى من حلوى الهريسة التى يطلق عليها الفلسطينيون اسم "كنافة الفقراء". وذكر مرشود أنه توارث صنع الهريسة أبا عن جد. وقال "تعلمت الهريسة عن الوالد، والوالد أتعلمها عن جدى طبعا. وحبينا المهنة لأنها شعبية ورخيصة فى نفس الوقت. يعنى سعرها نحو سبعة شيكل وكيلو الكنافة حوالى 30 شيكل. يعنى تقدر تقول عنها كنافة الفقراء أى إنسان يقدر يشتريها." وتصنع الهريسة من السميد وجوز الهند والزبد. ويفرد مزيجا من هذه المكونات فى صوان كبيرة، وتسوى فى أفران ثم يصب عليها بعد النضج مزيج من السكر والماء والليمون. وذكر أمجد عجاوى الذى يعمل فى معمل الحلوى الذى يملكه مرشود، أن الهريسة نوع شعبى تقليدى من الحلوى رخيصة الثمن يقبل عليها كل الفلسطينيين. وقال عجاوى "الهريسة أكلة شعبية مشهورة عندنا هنا بفلسطين، لأنها من التراث الفلسطينى وكل الناس معتادة عليها، وكل الناس تأكل كل يوم هريسة يعنى هى عندهم زى الماء والهواء." ومع قلة فرص العمل فى الضفة الغربية، ينتهز كثير من الفلسطينيين فرصة المواسم والأعياد المختلفة لصنع الحلوى، أو المنتجات التقليدية الأخرى وبيعها من أجل كسب بعض المال. والهريسة من أنواع الحلوى الرئيسية التى تعدها النساء الفلسطينيات أيضا فى المنازل خلال فصل الشتاء. وقال فلسطينى من سكان جنين يدعى زهدى جودت، "الهريسة أكلة شعبية تراثية مفيدة جدا خاصة فى الشتاء." ويحتفل المسلمون بعيد الأضحى المبارك هذا العام يوم الاثنين الموافق الثامن من ديسمبر الجارى، قبل بضعة أيام من احتفال المسيحيين الكاثوليك بعيد ميلاد السيد المسيح.