الفتنة أشد من القتل

صدق الله العظيم عندما قال ( والفتنة أشد من القتل)...وها نحن الآن وقعنا فى شراك هذه الفتنة، التى دبت أوصالها بين فئات من الشعب والجيش، حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن، ووضعنا مصر فى نفق مظلم، إذا تم الإصرار من كل جانب على موقفه، ولعل ما سيزيد الأمر اشتعالا لو بقى متظاهرو التحرير على موقفهم ورفضهم لحكومة الجنزورى، التى أسسها المجلس العسكرى، كما سيزداد الوضع أكثر، ويصبح مصيبة عظمى، إذا أصر أولئك المتظاهرون على تلك الحكومة، التى شكلها البرادعى فى ميدان التحرير، وهى غير دستورية، والتى لن يوافق عليها المجلس العسكرى مهما كان.
لذا فنحن فى منعطف خطير لا أعلم من المستفيد منه، لقد حذرنا سابقا من هذه الفتنة ومصائبها، والآن انتظروا كارثة حقيقية، إذا استمر البرادعى ومن معه فى سعيهم لإقامة حكومته فى التحرير، بل المصيبة والنكسة الكبرى، إذا ذهبوا لمجلس الوزراء رغما عن المجلس العسكرى، الأمر الذى سيقودنا إلى فتنة وكارثة لا يعلم مداها إلا الله ...إننا الآن فى وضع الاحتضار، والموت يوشك من بلادنا فاحذروا وإلا ستندمون على ما تفعلون.....الفتنة أشد من القتل، واعلموا أنكم لم تقتلوا آلافا من الشعب فقط، ولكنكم تقتلون وطنا طالما تغنينا به وعشقناه.
مازلت أحذركم، فإياكم وما تفعلون ..إياكم وأن تضيعوا مصر وتجعلوها حربا أهلية أو قتالا، أو عداء بين أفراد الشعب الواحد. أحذركم فمصر أمانة فى أعناقنا جميعا. فالله أكبر والعزة لمصر.