إن عيوننا تبكى دما لأننا أبناء هذا الوطن نعشق ترابه تمتعنا بخيره تغنينا باسمه تمتعنا بخيره ونمونا فى أرضه، إن هذا هو الوطن الذى دائما ما قلنا عبارات تبعث الحماس فى قلوبنا وتدب الروح فى رؤوسنا، إنها قصة حب، إنها مصر التى فى خاطرى مصر مقبرة الغزاة ولكن ما العمل إذا كان أعداء مصرهم أبناؤها وفلذات كبدها هم الذين يدمرونها ويضرونها ويفككونها بعد ثورة عظيمة قام بها رجال مصر من كل أطياف مصر، وقتها نسوا دينهم فلا فرق بينهم مسلم ومسيحى أو أى ديانة أخرى، فكلنا مشتركون فى شىء واحد فقط إننا مصريون ولكرامة هذا الوطن سائرون. ونجحت الثورة وتحدث عنها العالم، وأشادوا بمصر ورجال مصر وشباب مصر وأصالة مصر ولكن واحسرتاه.. لقد ظهر أن لمصر أعداء من الداخل عز عليهم أن تعيش مصر أبيه حرة فى سلام وود وهم من كانوا يستفيدون من الفساد ومظلة الحزب الفاسد الذى دمر مقدرات هذا الوطن على ملذات أعضائه ومفاسدهم. فأصبحنا بين سندان الحزب الفاسد ورجال أمن الدولة الذين هم من المفروض أنهم أشد طبقات المجتمع وطنية، وحبا لهذا الوطن الذين كانوا يدعون أنهم حماة ورعاة أمنه والذين يعيثون فى الأرض فسادا الآن، فهم يوقظون الفتن الطائفية التى كنا قد نسيناها بعد الثورة وما حدث بها من كشف من كان المسئول الأصلى عن إثارتها والعبث بها من قمة الهرم إلى أسفله الذين من المفروض هم حماة أمنه ورعاة أمانة. إن شباب الأقباط أثناء الثورة كانوا يحرسون المصلين من المسلمين وشباب المسلمين كانوا يحرسون الكنائس هذه الروح لابد ألا تسمح لهؤلاء الخونة من أذناب النظام والحزب وأمن الدولة الذين نتمنى أن يعودوا إلى صوابهم ويسلمون بالأمر الواقع ويستوعبون أن هذا هو حال مصر الآن، لقد خلا من الحزب والرئيس والوريث، بل خلا من نظام بائد بأكمله ضحى بحب مصر ورقى مصر ورخاء مصر، ليتضخم رصيد جميع أعضائه من نهب لحق الشعب والوطن وأيضا يتضخم رصيدهم من كراهية شعب لم يحصل عليه شخص من قبل لأنهم عصابة حكمت مصر ثلاثين عاما، وتحاول أن تسيطر مرة أخرى والعودة للنهب والسطو والتحكم فى هذا الوطن. فاحذروا.. يا محبى مصر ويا شباب مصر، اتحدوا ضد العدوان.. اتحدوا ضد الطغيان.. أنقذوا أغلى الأوطان ولا تنساقوا لهؤلاء الخونة الذين يحاولون إيقاع بعضكم البعض، ليتسللوا ليركبوا على مكاسبكم من الثورة، ليعودوا أكثر افتراء وطغيانا وبطشا. مصر أمانة فى أعناقنا فى هذه المرحلة الفاصلة التى فيها سنحدد إذا كنا سنكون فى عداد الدول الديمقراطية الحرة أو نعود للعصر الغابر الفاسد الديكتاتورى.