رغم نجاح العديد من تجارب الأفلام المستقلة، وآخرها فيلم "بصرة" الذى أشاد به النقاد عند عرضه بالمهرجانات المختلفة، إلا أن حال السينما المستقلة لدينا يتجسد بصورة واضحة فى العراقيل التى تواجهها الدورة الثانية لمهرجان السينما المستقلة، والتى كان مقرراً انطلاقها يوم 21 نوفمبر الماضى، ولكنها تأجلت حتى يوم 30 من نفس الشهر، ثم تم تأجيلها مرة ثالثة حيث تنطلق اليوم الاثنين، إضافة إلى أنه تم تقليص أيامها من 5 أيام إلى يومين فقط، مما اضطر المخرج محمد عبد الفتاح مدير ومؤسس المهرجان إلى إلغاء حفل الافتتاح والختام لتقتصر الفعاليات على العروض فقط، والتى لن تتمكن إدارة المهرجان من عرضها كلها كما يؤكد محمد عبد الفتاح، موضحا أن 45 فيلماً تشارك فى فعاليات المهرجان سيتم عرض "ما تيسر" منها لضيق الوقت. اللجنة المصغرة للمهرجانات قالت فى مبرراتها, إن إدارة المهرجان تأخرت فى تقديم أوراقه إليها, ولم تقدمها إلا قبل الموعد الأول للمهرجان بيوم واحد، وهو ما لم يمكنهم من الاطلاع عليها والتأكد من سلامتها، مما اضطرهم إلى عدم البت فى الأوراق حتى ينتهوا منها وبناء عليه تم تأجيله. محمد عبد الفتاح أبدى دهشته من موقف اللجنة، موضحا أنه قدم أوراقه إليها مبكراً لكنهم اجتمعوا قبل انطلاق المهرجان بيوم واحد، وأنه ليس له ذنباً فى ذلك، كما تعجب من تشكيل اللجنة العليا للمهرجانات للجنة صغري، قائلاً "الأمر كله لا يتطلب ذلك، لأنها ليست كيمياء، وليست اختراعاً". لجنة المهرجانات لم تراع أن مهرجان السينما المستقلة فى دورته الأولى حقق نجاحا كبيرا ولاقى ردود فعل طيبة، كما أن السينما المستقلة حاليا تشهد تطوراً ملحوظاً، وكان الأجدر بها أن تسهل الأمور على إدارته وتسمح لهم بالعمل، وهو ما يطلبه محمد عبد الفتاح, الذى أعلن أن هذه الدورة ستكون الأخيرة للمهرجان تحت رئاسته, لأنه أصيب بالملل بسبب ما يتعرض له قائلاً, لم أعد أفهم شيئا، فلقد اضطررنا إلى الاستدانة، لدرجة أننا لم ندفع ثمن استئجار مقاعد الجمهور بالكامل لكى يظهر المهرجان للنور، كما أن هناك مهرجانات تقام بدون علم اللجنة العليا للمهرجانات فى مصر, ومنها مهرجان سينما حقوق الإنسان. وفى سخرية شديدة من العراقيل التى وضعها البعض أمام المهرجان قال عبد الفتاح "أكيد هما شايفين مصلحة البلد أكثر مننا، ويبدو أننا نقوم بعمل تخريبى"، كما أكد أنه يكن كل الاحترام إلى أعضاء لجنة المهرجانات, لكن يبدو أنهم لا يعرفون أهمية المهرجان. الدورة الأولى للمهرجان انطلقت فى العام قبل الماضى، وكان من المنطقى أن تنطلق الدورة الثانية فى العام الماضى، لكن تم إلغاؤها بسبب تدخلات الرقابة على المصنفات الفنية, التى طلبت مشاهدة الأفلام قبل عرضها، ولكن صناع الأفلام رفضوا ذلك. معلومات ◄العروض ستقام بمعهد جوتة من الساعة الخامسة حتى العاشرة والنصف. ◄يتكون أعضاء لجنة تحكيم المهرجان من الناقد توفيق صالح وهالة لطفى وإسلام العزازى. ◄فيلم "عين شمس" يفتتح عروض الأفلام، ويختتمها فيلم "سلطة بلدى".
