وكأنى أشاهد مبارة كرة قدم، ولكن فى أحداث شوطها الثانى مع فارق بسيط جدا وهو خروج مبارك من الشوط الأول ونزول المشير مكانه، ولكن غير ذلك فلا شىء يختلف تماما عن أحداث 25 يناير. لم يتغير شىء فى اتباع النظام، لم يتغير شىء فى اتباع الأساليب، كل الأحداث تتكرر ذاتها.. نفس القلوب تبكى وتتألم وتتوجع، عدم الشعور بالأمان.. خوف يسبقه رهبة من الأيام المقبلة التى لم ندرى ما تخبئه لنا، ولكنى أدرك تماما أن الثورة الحقيقية هى الآتية، لأنه وبكل بساطة لم يسقط النظام بعد، لأن للأسف ثورة يناير لم تحقق أى شىء، لن تحاكم رموز الفساد، لم تحقق أى عدل، فكان حتما ولا بد أن تقوم ثورة ثانية تفيقنا جمعيا بعد أن كنا نياما. ولكن الغريب فى الأمر عندما ينظر إلينا العرب والأجانب أننا مثال مبهر ومشرف، ولا بد أن يربوا أبنائهم ليصبحوا فى شجاعة الشعب المصرى، هو الوقت نفسه الذى يرى فيه بعض المصريين أن الثوار الذين فى التحرير هم البلطجية والمخربون للبلد. ولكنهم لا يدركون أنهم أشرف شباب أنجبتهم مصر، ولدى سؤال لكل من يطلق عليهم بلطجية ويخونهم، وهو ما الذى يجبرهم أن يقفوا أمام النيران بكل شجاعة، ولم يهابوا المدافع ولا الرشاشات؟ ما الذى يجبرهم على أن يفقدوا أبصارهم؟ ما الذى يجبرهم أن يصابوا بعاهة مستديمة مدى الحياة؟ ولكن حتما ستنتصر وتكتمل ثورتنا، لتسدل عليها الستار بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.