استطاعت مليونية الإنقاذ الوطنى، أن تسترد الثورة من خاطفيها، وأن تكرس من جديد شرعية الميدان، فالكل مصرى، الكل وطنى، الكل حريص على مستقبل هذا البلد الذى لا نعرف غيره بديلاً، ارتفعت الحناجر إلى عنان السماء، علها تسمع صما بكما عميا لا يفقهون، ولكن القيادة السياسية أصرت على تأكيد الخيار الأمنى، وبدم بارد سقط المزيد من الضحايا، وزهقت أرواح بريئة ليس لها ذنباً سوى حب الوطن.. وما زالت الثورة مستمرة. الثورة والثوار الثورة فى مصر حقيقة لا ينكرها إلا غافل، أو أحد جنرالات القيادة السياسية، وللثورة مطالب مشروعة واجبة النفاذ، يجب أن ينحنى الجميع أمام قدسيتها، وكان شعارها منذ اليوم الأول.. كرامة.. حرية.. عدالة اجتماعية. إن التفاف الجماهير حول مطالبات الثورة، لا يعد انتهاكاً للقوانين، وإنما حالة صحية افتقدناها فى ظل نظام مستبد فى العهد السابق، المطلوب دوريتها وحماية تنظيمها، وتفعيل الجدل الاجتماعى بين جماهير ميادين التحرير المصرية – الآن – ضرورة أن تخلق جيلاً أكثر وعياً بمستقبله، وأكثر راديكالية من أحزاب وقوى سياسية كثيرة خرجت من حسابات الجماهير، وهذا يلفت الانتباه إلى ضرورة تطوير أدوات النضال لضمان استمرارية الثورة. تطوير فعاليات الميدان نالت الثورة فى مصر احترام القاصى والدانى، وقدمت نموذجاً حضارياً يليق بمكانة مصر وريادة أبنائها، ولضمان الحفاظ على استمرارية الثورة فعلى الثوار مسئولية تاريخية هم أهل لها، وتتلخص تلك المسئولية فى مقدرتهم على تحويل الميدان إلى خلية من اللجان الشعبية: لجان تعبئة وتنظيم الجماهير. لجان نظام لحفظ الأمن، وتأمين المتظاهرين. لجان طبية، ولجان إعاشة، لجان نظافة، لجان منوطة بترشيح وزراء حكومة الإنقاذ الوطنى، وتداولها للتوافق عليها. لجان ترشيح أعضاء الجمعية التأسيسية لإعداد وصياغة الدستور. لجان صياغة ميثاق شرف وطنى ملزم لكافة القوى الثورية. لجان فنية (غناء، شعر وأدب، مسرح سياسى..). لجان وسائل تأمين الانتخابات القادمة. لجان لفضح فلول النظام الجديد أيها الثوار.. أيها الأحرار اصبروا.. وثابروا.. واثبتوا على مواقفكم ومواقعكم.. ولا تفرطوا فى شرعية الميدان. تنويه: فى بيان متأخر على نسق ونهج وديباجة نظام مبارك أشار المشير طنطاوى وأوجز وقرر.. ولكنه حتماً- لم يدرك - بعد أن أبناء مصر وأحرارها قد قاموا بثورة حقيقية، وأن استراتيجية السلحفاة لن تجدى مع الثورة ومحاولات القفز فوق شرعية التحرير هو تحدى لإرادة الأمة حتماً مصيره الفشل.