وصف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الوضع الحالى فى مصر من اشتباكات عنيفة بالتحرير ومطالب للمجلس العسكرى بتسليم السلطة، بالكابوس بالنسبة للولايات المتحدة، ودعا إدارة الرئيس باراك أوباما إلى ضرورة الاستعداد لأن تسود حالة من الفوضى والغموض المشهد السياسى فى مصر على مدار الأشهر القادمة. وقال المعهد فى التقرير الذى أعده كل من ديفيد سشينكر وإريك تراجر، إنه خلاف للانطباعات الشعبية، فإن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لم تدعم المحتجين المناهضين لمبارك فى فبراير الماضى، لكنها دعمت الجيش فى تسهيل إجراء تغيير لحكم مبارك نحو عملية تحول يقودها الجيش ويشوبها الغموض. ومنذ هذا الوقت- يضيف التقرير- فإن واشنطن تأرجحت بين من يكون حلفاءها الحقيقيين فى مصر، هل هو الجيش الذى تتشارك معه الإدارة فى تفاهمات استراتيجية معينة حول قضايا أساسية فى الأمن القومى؟ أم الإخوان المسلمين التى يراها الكثيرون فى واشنطن صوت الشعب الأصيل بالنظر إلى حتمية انتصارها فى الانتخابات، ومن ثم فإنه يتعين على الولاياتالمتحدة التودد إليها؟ أم هم العلمانيون الليبراليون الذين أثبتوا أنهم ضعفاء من حيث التنظيم السياسى رغم كونهم الأقرب أيدولوجياً لروح الديمقراطية الأمريكية. ولعل غياب الوضوح بشأن هذه القضية قد أدى إلى شلل فى صنع القرار الأمريكى، ونتيجة لذلك لم يعد لإدارة أوباما الآن نفوذ كبير على أى من هذه الأطراف. وتحدث تقرير المعهد عن خيارات واشنطن، وقال إنها ستكون محدودة فى أفضل الظروف الدبلوماسية. فربما تشعر الإدارة أنها مضطرة لجعل الأولوية لقضايا الأمن القومى، وتحث على تأجيل الانتخابات للحد من احتمال هيمنة الإسلاميين على المشهد. إلا أن تأجيل الانتخابات ربما يؤدى إلى مزيد من العنف ويعرض موقف المجلس العسكرى للخطر، ومن ثم فإنه يهدد ما تسعى الإدارة إلى حمايته. وبدلا من ذلك، فإن جعل الأولوية لعملية التحول الديمقراطى ربما تحفز المجلس العسكرى للمضى قدما فى إجراء الانتخابات فى موعدها برغم العنف الذى ربما يزيد فرص الإسلاميين فى تحقيق الإنتصار السياسى. وربما يكون هناك خيار ثالث أكثر حكمة، وهو حث المجلس العسكرى على الإسراع فى إجراء الانتخابات الرئاسية كى تصبح هناك قيادة تنفيذية جديدة وشرعية، التى ستكون قابلة أكثر من البرلمان لاحترام صلاحيات الجيش والحفاظ على مصالح الأمن القومى. وختم المعهد تقريره بالقول إن أيا من هذه الخيارات ربما لن ينجح، فالقوى الموجودة فى مصر الآن لا تزال فى مرحلة الحماسة الثورية تكون معها أفكار واشنطن غير ذات تأثير كبير، وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية يجب أن تشجع المجلس العسكرى على وضع مسار واضح ذى مصداقية لحكومة مدنية، ومن ثم حماية عدد محدود من المصالح العسكرية، فيجب أن تستعد أيضا لاحتمالات أن تسود الفوضى والغموض على المشهد السياسى المصرى خلال الأشهر القادمة.