رحل فى مثل هذا اليوم من عام 1658 للشهداء وعام 1942 م، البابا يوأنس التاسع عشر وهو الثالث عشر بعد المائة من باباوات الأسكندرية، ويعتمد تقويم الشهداء على التقويم المصرى القديم وهو تقويم شمسى وضعه قدماء المصريين لتقسيم السنة إلى 13 شهرا، ويعتمد على دورة الشمس. وولد بدير تاسا التابعة لمركز البدارى بمديرية أسيوط فى سنة 1571 للشهداء (1855م) من والدين تقيين فنشأ على البر والتقوى وتشرب حب الفضيلة وشغف منذ صغره بقراءة سير القديسين، ثم تاقت نفسه إلى الاقتداء بهم فقصد دير السيدة العذراء بالبرموس بوادى النطرون فى شهر برمودة سنة 1591 للشهداء. وقضى مدة الاختبار - التى يقضيها عادة طالب الترهب - على الوجه الأكمل، ثم أندمج في سلك الرهبنة فى 3 كيهك سنة 1592 للشهداء (1876م). ونظرا لما اتصف به من حدة الذهن والذكاء المتوقد والعبادة الحارة فقد استقر رأى الآباء على تزكيته قسا، ورسمه السعيد الذكر المتنيح البابا كيرلس الخامس البطريرك (112) سنة 1593 ش، ثم قمصا فى برمهات سنة 1594 ش. وفى اليوم نفسه أسندت إليه رئاسة الدير، فمكث فى الرئاسة 10 سنوات كان فيها مثال الهمة والحزم والأمانة وطهارة السلوك والتقوى وحسن التدبير. وحينما خلا كرسى أبرشية البحيرة اختاره الشعب مطرانا لهذا الكرسى فرسم فى 12 برمهات سنة 1603 للشهداء (1887 م.)، وعين أيضا وكيلا للكرازة المرقسية، وبعد نياحة الأنبا يوأنس مطران المنوفية فى ذلك العهد زكاه شعب الأبرشية لرعايته فضمت إليه سنة 1610 للشهداء (1894 م.) وأصبح مطرانا للبحيرة والمنوفية وكيلا للكرازة المرقسية. وحينما كانت الإسكندرية مقر كرسيه أنشأ بها مدرسة لاهوتية لتعليم الرهبان كما أرسل من طلبتها بعثة إلى أثينا للاستزادة من دراسة العلوم اللاهوتية. وقضى فى المطرانية 42 عاما حفلت بجلائل الأعمال حيث ساهم فى إنشاء جملة مدارس وبناء وتجديد أغلب كنائس أبرشيته وكان له أوفر نصيب فى تعضيد المشروعات النافعة كذلك وجه عناية خاصة إلى الأديرة البحرية. وعند رحيل الأنبا كيرلس الخامس فى أول مسرى سنة 1643 للشهداء (7 أغسطس سنة 1927 م.) اجتمع المجمع الإكليريكى فى 4 مسرى سنة 1643 ش. و10 أغسطس سنة 1927 م، من الآباء المطارنة والأساقفة بالدار البطريركية وأستقر الرأى على اختياره قائما مقام البطريرك لإدارة شئون الأمة والكنيسة لحين رسامة بطريرك، وعلى أثر ذلك تلقى المجمع تزكيات من عموم الابرشيات والمجالس الملية بالموافقة على هذا الاختيار.
