انطلاق ماراثون امتحانات الفصل الدراسي الثاني بجامعة عين شمس 12 مايو    وزيرة التضامن تشهد عرض المدرسة العربية للسينما والتليفزيون فيلم «نور عيني»    «الاستخدام الآمن».. تعاون مصري أوروبي للاستفادة من مياه الصرف الصناعي    حزب العدل: صندوق النيل للاستثمار الصناعي مبادرة جيدة لتقليل فاتورة الاستيراد    «الصناعات الغذائية» تناقش مع «المركزي لمتبقيات المبيدات» تحديات تصدير الأسماك للاتحاد الأوروبي    منها المهددة بالانقراض.. تفاصيل اليوم العالمي للطيور المهاجرة للبيئة    التشغيل التجريبي الأربعاء.. وزير النقل يتفقد المرحلة الأولى من السيارات الكهربائية بالعاصمة الإدارية    «حزب الله» يعلن استهداف 18 موقعا إسرائيليا على مدار 3 أيام    حارس نهصة بركان: سنواجه فريقا متمرسا في إفريقيا.. والنهائيات تعتمد على تفاصيل صغيرة    تشكيل مانشستر سيتي – تغيير وحيد في مواجهة فولام    نتائج منافسات الرجال في اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالم للإسكواش 2024 المقامة بنادي بالم هيلز الرياضي    إصابة شخصين في تصادم سيارة بعمود إنارة بأسوان    بسبب أحمد السقا.. هشام ماجد ثالثًا في شباك تذاكر أفلام السينما ما القصة؟    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    «صفاقة لا حدود لها».. يوسف زيدان عن أنباء غلق مؤسسة تكوين: لا تنوي الدخول في مهاترات    مركز السموم الإكلينيكية يحذر من تناول أدوية دون إشراف طبي    فيديو.. متحدث الأونروا يروي تفاصيل اعتداء مستوطنين متطرفين على مقر الوكالة بالقدس    البابا تواضروس يدشن كنيسة «العذراء» في الرحاب    وزيرة الهجرة توضح آخر مستجدات مبادرة السيارات    وزير التنمية المحلية: تنفيذ 5 دورات تدريبية للعاملين بمركز سقارة    معسكر مغلق لمنتخب الشاطئية استعدادًا لكأس الأمم الأفريقية    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي قبل مباريات اليوم.. فرصة مانشستر سيتي الذهبية للصدارة    ضرب الشحات «قلمين».. اعلامية تكشف شروط الشيبي للتنازل عن قضيته (فيديو)    انطلاق فعاليات الملتقى التوظيفي الأول بجامعة طيبة التكنولوجية    بدء أولى جلسات محاكمة 19 متهمًا بتهمة الشروع في قتل رئيس مباحث القناطر الخيرية    تداول أسئلة امتحان الكيمياء للصف الأول الثانوي الخاصة ب3 إدارات في محافظة الدقهلية    محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يفتتحان موسم حصاد القمح (صور)    اللجنة العليا لمهرجان المسرح المصري تجتمع لمناقشة تفاصيل الدورة ال 17 (صور)    بعد وصفه ل«الموظفين» ب«لعنة مصر».. كيف رد مستخدمي «السوشيال ميديا» على عمرو أديب؟    ما حقيقة فيديو باسم سمرة مع إنجي علي في برنامج «أسرار النجوم»؟    وزير التنمية المحلية: تعامل فوري مع حالات التعدي على الأراضي الزراعية    وزير الصحة: إنجازات القطاع جاءت بفضل الأطباء وأفراد الفرق الطبية (تفاصيل)    السفير المصري يلتقي وزير الخارجية بجنوب السودان    رئيس هيئة الرعاية الصحية يتفقد المستشفيات والوحدات الصحية بالأقصر    بداية من اليوم..«حياة كريمة» تعلن عن أماكن تواجد القوافل الطبية في 7 محافظات    لهذا السبب.. بسمة بوسيل تتصدر تريند "جوجل"    جهاز المنصورة الجديدة: بيع 7 محال تجارية بجلسة مزاد علني    توقعات موعد عيد الأضحى 2024 في الجزائر: شغف وترقب    صحة أسيوط: إحالة 7 أطباء ورئيسة تمريض للتحقيقات العاجلة    "لا يتمتع بأي صفة شرعية".. الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب تصريحاته الأخيرة    «الصحة»: نتعاون مع معهد جوستاف روسي الفرنسي لإحداث ثورة في علاج السرطان    بعد قطع العلاقات الدبلوماسية.. رئيس كولومبيا يدعو «الجنائية الدولية» لإصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    مصرع سيدة سقطت من شرفة منزلها أثناء نشر الغسيل لجرجا سوهاج    مياه الشرب بالجيزة: عودة الخدمة تدريجيا لمناطق الحوامدية    الشيبي يهدد لجنة الانضباط: هضرب الشحات قلمين الماتش الجاي    كرم جبر: أمريكا دولة متخبطة ولم تذرف دمعة واحدة للمذابح التي يقوم بها نتنياهو    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    إبراهيم سعيد ل محمد الشناوي:" مش عيب أنك تكون على دكة الاحتياطي"    إصابة 13 عاملًا في حادث انقلاب سيارة بالغربية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 11 مايو على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    ننشر درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت فى مصر    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جدات الغد.. والمستقبل الغامض
نشر في اليوم السابع يوم 19 - 11 - 2011


تمر الأزمنة وتتعاقب الأجيال وتتغير معها الأدوار والمسئوليات.. الصغير.. يصبح كبيراً.. والابن يصبح أباً.. والحفيد يوشك أن يكون جداً.. ويقترن بظهور هذه الأدوار الجديدة اختفاء الجيل القديم من أجداد الماضى.. ونظراً لدور الأم العظيم فى التنشئة والتربية فلقد وجدت نفسى أعقد مقارنة بين جدتى التى تتشابه مع أبناء جيلها من جدات الماضى وبين أولئك اللاتى سيصبحن جدات فى المستقبل.. وشتان بين كلتيهما.. جدات الغد نشأن وترعرعن فى أحوال ميسورة ورفاهية مفعمة بالراحة والسكون.. فلقد أحاطت بهن وسائل تكنولوجية أعانتهن وخففت لهن من حجم المعاناة التى كانت تعانيها أمهاتهن وجداتهن فى الماضى.. التليفزيون بقنواته المتعددة وبرامجه المتنوعة أصبح فرداً من أفراد الأسرة.. أما الكمبيوتر فقد أصبح صديقا صدوقاً لجدات المستقبل يتواصلن من خلاله عبر الإنترنت والإيميلات.. فلا تعجب حينما ترى أمهات وجدات المستقبل لهن موقع على الإيميل أو الفيس بوك ولا تعجب حينما تراهن يتجاذبن أطراف الحديث فى غرف الدردشة أو من خلال الموبايل، الذى أصبح بديلا عن الزيارات التى كانت تقمن بها جدات الماضى إلى الأقارب ولا تستغرب أيضًا حينما ترى جدات المستقبل يلعبن بالبلاى ستيشن.. جدات وأمهات المستقبل ينعمن بوسائل ترفيه عديدة مثل أجهزة التكييف والسيارات، وكذلك فإنهن لا يكلفن أنفسهن بجهد طهو الطعام أو إعداد الوجبات فى ظل وجود الأكلات الجاهزة والوجبات الدليفرى.. ورغم تلك الراحة والرفاهية المتناهية إلا أنهن بدأن يشتكين قبل توليهن هذا الدور المستقبلى من اعتلال صحتهن ومن ضيق الوقت على عكس ما هو متوقع.. فمن المفترض أن تلك الوسائل أتاحت لهن وقتاً أكبر يمكن به إنجاز الكثير من الأعمال.. جدتى -رحمها الله- كانت تصحو فى فجر يومها لتمارس أعمالها المنزلية، حيث كانت تقوم بالعجن والخبز، حيث إن شراء خبز من السوق فى ذلك الوقت كان يعد أمراً غير مقبول.. إلى جانب ذلك فإنها كانت تقوم بنظافة المنزل وتربية الطيور والدواجن بل والوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتى من منتجاتهم، حيث لم يكن وارداً أن تقوم جدتى بشراء الدجاج أو البيض أو الحليب من السوق.. كذلك كانت جدتى تقوم بالطهو وإعداد الطعام، ولم تكن تعتمد على الأكلات الجاهزة أو سابقة التجهيز أو المجمدة بل كانت تطهو بنفسها أحلى وألذ الأطعمة بوسائل ليست فى مستوى وسائل الطهو الحالية.. كذلك فقد كانت تقتنى ماكينة خياطة تقوم بها بتفصيل وحياكة ملابس لأبنائها.. وفوق ذلك فلقد كان جل اهتمامها ينصب على تعليم أبنائها وتربيتهم على القيم والأخلاق الحميدة.. وإلى جانب ذلك فلقد كانت جدتى تقوم ببعض الصناعات الغذائية البسيطة مثل صناعة العجوة وعمل المربات بنفسها لينتهى ذلك اليوم المشحون الملىء بالعمل الشاق والمثمر ويبدأ يوم آخر جديد بنفس العزيمة وبذات الإصرار لتورث لأبنائها وأحفادها هذه الإرادة وتلك العزيمة.. ورغم أن جدات المستقبل أكثرهن تعلمن فى المدارس والجامعات الخاصة إلا أنهن يفتقرن إلى حكمة وخبرة جداتهن اللاتى بحكمتهن كن ينتصرن برأيهن الراجح على الرغم من أن أبناءهن كانوا يحملون أعلى الشهادات إلا أنهم كانوا أمام حكمتهن يصبحون أشد الناس جهلا وأكثرهم حاجة للتعلم.. وأمام ذلك تظل علامات الاستفهام تحيط بجدات المستقبل فى إمكانية قيامهن بهذا الدور بنفس الكفاءة فى ظل تيسر الحياة وعلى الرغم من اختلاف الوسائل وتطورها إلا أن جدات المستقبل سيجدن فوق ذلك جيلا من الأبناء والأحفاد أشد تمرداً على القيم والأخلاق وأكثر إدمانًا للوجبات الجاهزة والمشروبات الغازية وأكثر ركوناً إلى الراحة والاستسلام وأشد رغبة فى الحرية المستباحة وأكثر رفضاً للنصيحة والتوجيه.. كما أنهن سيواجهن مجتمعاً يفتقر إلى القيم وإلى التراحم.. هذا المجتمع الهش لم ينتج سوى جيل يفتقد إلى القدوة والمثل الأعلى.. هذا الجيل حتماً يشعر بأنه لم يكن إلا ضحية لهذا المجتمع المادى وسيدرك مستقبلاً أن ظلماً كبيرًا قد وقع عليه جراء تلك الأمهات والجدات الأكثر روشنة، واللاتى انقسمن فى مرحلة شبابهن إلى فريقين فريق "تمراوى" يستمع إلى أغانى تامر حسنى وفريق "عمراوى" يستمع إلى أغانى عمرو دياب إلا أنهن لم يقمن بما هو متوقع منهن قياساً إلى ما كانت تقوم به جدات وأمهات الماضى.. وستمر الأيام سريعا وتتولى جدات الغد أدوارهن ولا نملك وقتها إلا أن نقول لا عزاء لأبناء وأحفاد المستقبل.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.