انعقاد برنامج البناء الثقافي للأئمة والواعظات بمديرية أوقاف المنيا    ننشر التوصيات الكاملة للجنة الشباب بالبرلمان بشأن زيادة موازنة الوطنية للتدريب    شكري ونظيره العراقي يؤكدان على حتمية وقف إطلاق نار فوري وشامل بغزة    الأهلي يستأنف تدريباته استعدادًا لمباراة الترجي    الثانوية العامة 2024، طريقة كتابة رقم الجلوس بورقة البابل شيت    سياحة الفيوم تختتم مهرجان الصناعات التراثية    شكري ردا على «خارجية الاحتلال»: نرفض لي الحقائق.. وإسرائيل سبب الأزمة الانسانية بغزة    5 معلومات عن السيارات الكهربائية في مصر |إنفوجراف    الرحيل أم الاستمرار؟.. مصير كريستيانو رونالدو مع النصر السعودي    تنظيم 10 ندوات لمناقشة المشكلات المجتمعية المرتبطة بالقضية السكانية في شمال سيناء    الأجهزة الأمنية تعثر على طفل بأبو النمرس    جامعة حلوان تنظم ورشة عمل للتعريف باختصاصات عمل وحدة مناهضة العنف ضد المرأة    الأربعاء.. انطلاق فعاليات الدورة الثانية لمعرض زايد لكتب الأطفال    بعد تصدرها التريند.. ما هي آخر أعمال نسرين طافش؟    الجنائية الدولية: نسعى لتطبيق خارطة الطريق الليبية ونركز على تعقب الهاربين    جامعة كفرالشيخ تتقدم 132 مركزا عالميا في التصنيف الأكاديمي CWUR    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية الهندسة    دولة أوروبية تنوي مضاعفة مساعداتها للفلسطينيين 4 أضعاف    متاحف وزارة الثقافة مجانًا للجمهور احتفالا بيومها العالمي.. تعرف عليها    حرب غزة تنتقل للموسيقى الأوروبية.. "يوروفيجن" تدعم إسرائيل وجيتار بريطاني ينتصر لفلسطين    وزيرة الهجرة: للمجتمع المدني دور فاعل في نجاح المبادرات القومية الكبرى    شعبة الأدوية: الشركات تتبع قوعد لاكتشاف غش الدواء وملزمة بسحبها حال الاكتشاف    مصرع شخص غرقاً فى مياه نهر النيل بأسوان    هيئة الأرصاد الجوية تحذر من اضطراب الملاحة وسرعة الرياح في 3 مناطق غدا    «على قد الإيد».. أبرز الفسح والخروجات لقضاء «إجازة الويك اند»    الحكم على 3 مُدانين بقتل شاب في بورسعيد    «الزراعة»: مشروع مستقبل مصر تفكير خارج الصندوق لتحقيق التنمية    برلماني: مصر قادرة على الوصول ل50 مليون سائح سنويا بتوجيهات الرئيس    نائب محافظ أسوان تتابع معدلات تنفيذ الصروح التعليمية الجديدة    "أغلق تماما".. شوبير يكشف ردا صادما للأهلي بعد تدخل هذا الشخص في أزمة الشحات والشيبي    الشيبي يظهر في بلو كاست للرد على أزمة الشحات    لماذا أصبح عادل إمام «نمبر 1» في الوطن العربي؟    "العيد فرحة".. موعد عيد الأضحى 2024 المبارك وعدد أيام الاجازات الرسمية وفقًا لمجلس الوزراء    قبل البيرة ولا بعدها؟.. أول تعليق من علاء مبارك على تهديد يوسف زيدان بالانسحاب من "تكوين"    وزير التعليم يفتتح الندوة الوطنية الأولى حول «مفاهيم تعليم الكبار»    يخدم 50 ألف نسمة.. كوبري قرية الحمام بأسيوط يتجاوز 60% من مراحل التنفيذ    مقبلات اليوم.. طريقة تحضير شوربة الدجاج بالمشروم    «صحة النواب» توصي بزيادت مخصصات «العلاج على نفقة الدولة» 2 مليار جنيه    بالصور.. وزير الصحة يبحث مع "استرازنيكا" دعم مهارات الفرق الطبية وبرامج التطعيمات    التشكيل الرسمي لمباراة الاتحاد السكندري وسموحة في الدوري    طالب يضرب معلمًا بسبب الغش بالغربية.. والتعليم: إلغاء امتحانه واعتباره عام رسوب    وائل كفوري يطرح أحدث أغانيه «لآخر دقة» (فيديو)    رئيس مجلس الدولة يتفقد المقر الجديد بالقاهرة الجديدة    تصريحات كريم قاسم عن خوفه من الزواج تدفعه لصدارة التريند ..ما القصة؟    دعاء للميت في ذي القعدة.. تعرف على أفضل الصيغ له    وزير الدفاع البريطاني: لن نحاول إجبار أوكرانيا على قبول اتفاق سلام مع روسيا    «الداخلية»: ضبط 25 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء    رسميا مانشستر يونايتد يعلن رحيل نجم الفريق نهاية الموسم الحالي    داعية إسلامي: يوضح ما يجب على الحاج فعله فور حصوله على التأشيرة    "مقصود والزمالك كان مشارك".. ميدو يوجه تحية للخطيب بعد تحركه لحماية الأهلي    السيد عبد الباري: من يحج لأجل الوجاهة الاجتماعية نيته فاسدة.. فيديو    نموذج RIBASIM لإدارة المياه.. سويلم: خطوة مهمة لتطوير منظومة توزيع المياه -تفاصيل    أحمد الطاهرى: فلسطين هي قضية العرب الأولى وباتت تمس الأمن الإقليمي بأكمله    مصر تدين الهجوم الإرهابى بمحافظة صلاح الدين بالعراق    فى أول نزال احترافى.. وفاة الملاكم البريطانى شريف لوال    رئيس جامعة القاهرة: زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين 25%    الإسكان: الأحد المقبل.. بدء تسليم الأراضي السكنية بمشروع 263 فدانا بمدينة حدائق أكتوبر    الأمم المتحدة: نحو 360 ألف شخص فروا من رفح منذ صدور أوامر الإخلاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحولات الجماعة الوطنية
نشر في اليوم السابع يوم 15 - 10 - 2011

تواجه الجماعة الوطنية فى مصر أزمة متصلة بما يمكن أن نطلق عليه هوية الجماعة الوطنية، فقد كانت المصرية جامعة للمصريين بعد ثورة 1919، والتى تبدت فى دستور 1923 الذى أكد أن دين الدولة الرسمى هو الإسلام. وفى عصر عبدالناصر جرى تأميم الصراعات الاجتماعية لصالح مشروع الدولة الناصرية القومية، والتى انهارت مع هزيمة 1967.
وفى السبعينيات عرف العالم ومعه مصر ما أطلق عليه «إعادة الولاءات الدينية والأولية»، ومن هنا كانت عودة الناس الجارفة للدين، أحيانا بسبب غياب المشروع الذى تحمله الدولة، وأحيانا فى مواجهة الحداثة القاسية، وأحيانا فى مواجهة سطوة الدولة ذاتها. ومن هنا كان ظهور الإحياء الإسلامى، كما ظهر ما يمكن أن نطلق عليه «الصعود القبطى»، خاصة مع ظهور كارزيما البابا شنودة، والذى أسس مدارس الأحد، وكان لديه توجه لتكون الكنيسة حاضرة فى الحدث الاجتماعى والسياسى، وهنا كان الصراع بين الدولة الساداتية والبابا شنودة حول ما يمكن أن نطلق عليه تطويع الدولة المصرية للمسألة الدينية لتكون فى قبضتها، وسعى الكنيسة لمنازعة الدولة السيطرة على جزء من مواطنيها.
فى عصر مبارك المخلوع واجهت العلاقة بين المسلمين والمسيحيين توترات وصلت إلى حد استخدام الدولة المصرية سطوتها لتفجير القلاقل فى قلب الجماعة الوطنية ذاتها، وأكبر دليل يذكرنا بذلك هو كنيسة القديسين التى أشارت تقارير مؤكدة أنه تم تفجيرها تحت رعاية جهاز وزارة الداخلية المصرية.
كانت أحد أكبر التحديات التى واجهت الجماعة الوطنية فى مصر هى العزلة التى واجهت قطاعات من أبنائها، فكانوا يعيشون معا فى بلد واحد، ولكنهم كانوا غرباء لا يتقابلون إلا فى الأسواق والشوارع، حدث هذا فى ظاهرة العزل الاختيارى لمن يسكنون «التجمعات السكنية» فى المدن الجديدة من أصحاب الثروة المتحالفة مع السلطة، كما كانت هناك ظاهرة العزل الإجبارى التى واجهت الفقراء فى المناطق العشوائية، وكانت هناك ظاهرة العزلة التى فضلها المسيحيون عبر التمترس بالكنيسة والاحتماء بها فى ظل دولة لم تعد قادرة على أن تحمى أبناءها، هذه العزلة التى عاشها المسيحيون خاصة من جيل الشباب لم نعرف نحن كمصريين ما الذى جرى فيها، وما هى الخطابات التى تمت تغذية شعور هؤلاء الشباب بها، خاصة تجاه شركائهم فى الوطن من المسلمين، لكن المؤكد أن شعورا بالغربة تعمق لدى هؤلاء الشباب، كما أن جيلا جديدا من رجال الدين الأقباط تربى فى ظل أجواء محتقنة دفعته إلى التطرف.
وفى تاريخ الكنيسة القبطية فإن تراجع تأثير وجهاء الطائفة من خارج رجال الدين يقود إلى نموذج يوتر العلاقة بين الكنيسة ومجتمعها، ومن هنا فإن تخفيف التأثير الدينى لرجال الكنيسة على الجيل الجديد من الشباب القبطى يحتاج إلى حضور وجهاء ومثقفى الأقباط فى حياة هؤلاء الشباب، كما يحتاج إلى حضور الدولة المصرية بمشروعها الذى يعيد الاعتبار مرة ثانية لمعنى الجماعة الوطنية التى تتجاوز الشعور الطائفى لدى قطاع منها إلى الشعور بمعنى الولاء والانتماء من جديد للجماعة الوطنية المصرية.
الجماعة الوطنية بعد ثورة 25 يناير أساس تعريفها والانتماء لها هو المصرية الجامعة للمسلمين والمسيحيين معا كعلاقة الظفر واللحم، من خلال قواعد تعلى من احترام القانون، وتأكيد الولاء للداخل على كل ولاءات خارجية، وتحرير المواطن من كل هيمنة لأى مؤسسة، أيا كانت، على وجدانه الوطنى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.