فى قديم الزمان وسالف العصر والأوان كان فى مدينة فى مصر وكان الفساد يعم أرجاءها. وفى المدينة كانت هناك ملكة ساهمت فى نشر حياة الرذيلة، مما أدى إلى انتشار الأمراض والجريمة. وكانت تحكم المدينة رابطة من الرجال مكونة من قاض وضابط وحكيم، وقد استطاع هؤلاء أحكام سيطرتهم على المدينة وإنقاذها من الضياع وقد كانوا مؤمنين بدونية أهل المدينة ويرددون:"ناس جهلة مينفعهاش إلا الشدة، دول عايشين زى البهائم". وفى ذات يوم دخل المدينة رجل صالح واستمع لحديث هذه الرابطة وقال لهم:"أنا ممكن أصلحلكم حال البلد دى فى بضعة شهور، فوافقوه على ذلك". ذهب الرجل الصالح إلى الملكة واستطاع إثناءها عن حياة الرذيلة، واستطاع هداية أهل المدينة، فاجتمعوا على الخير وتخلوا عن حياة الرذيلة، فتحسنت صحتهم وقلت الجريمة تقريبا للصفر وقل النزاع بين الناس وساد التسامح وأصبحت تقريبا مدينة فاضلة. وفى ذات يوم اجتمعت رابطة الرجال الذين كانوا قائمين على أحوال العباد قبل ظهور الرجل الصالح وقد بدأوا يشعرون أن سلطتهم بدأت تزول. وجلس القاضى والضابط ينعنيان ذهاب السلطة والحكيم قلة المرضى، فاقترح الضابط التخلص من الرجل الصالح، وفى غضون أيام اختفى الرجل ورغم ذلك مازالت الناس متمسكة بمبادئها، فلما يئسوا منهم أتوا بواحدة مثل الملكة تساعد على نشر الرذيلة فى المدينة، وتم ذلك وفى شهور بدأت الرذيلة تنتشر ورجعت الناس لعاداتها القديمة. وجهة نظرى، أن هناك الكثيرين مثل الضابط والحكيم والقاضى ينتقدون الأوضاع ومش عاجبهم حال الشعب لكن فى الحقيقة جواهم مترددين فى أحداث التغيير لأسباب كتير منها الخوف من فقدان السلطة أو فقدان مكانتهم أو هيمنتهم كل فى مجاله مش شرط يكون فى المجال العسكرى او الرأسمالى وممكن يكون السبب هو الرغبة فى إيجاد سبب للهروب .كل واحد متشائم، يسأل نفسه ليه هو بيقول كده هو خايف على أيه. الفلول مش شرط يكونوا أبناء مبارك أو الحزب الوطنى المنحل أو من الشرطة أو المجلس العسكرى لأن كل واحد جواه ممكن يكون فلول لأسباب قد تبدو غير معقولة للقارئ ولكن فقط المتشائم أو المعارض المدرك لها ولا يعلمها إلا الله.. ولكن الأكيد هو وجود سبب شخصى دفين وليست مجرد وجهة نظر موضوعية. وأخيرا وليس آخراً ماأكتبه ما هو إلا محاولة لسبر أغوار نفوس الفلول وأدعو الله أن يوفق شعبنا ويعيننا على مجاهدة أنفسنا قبل الأعداء.