يكرّم المهرجان الدولى للفيلم الأمازيغى "إسنى ن ورغ"، أى "التاج الذهبى"، نخبة من المثقفين الليبيين فى دورته الخامسة التى تنطلق فعالياتها غدا الخميس بمدينة أغادير جنوب المغرب. ويقول مدير المهرجان رشيد بوقسيم فى تصريح ل"العربية نت" عن خلفيات اختيار ليبيا ضيف شرف الدورة، إنه يعبر عن مدى اهتمام المنظمين بما يجرى فى المنطقة وتفاعل المهرجان مع مختلف التحولات التى يعرفها شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وأن تكريم ليبيا هذه السنة هو اعتراف بما قدمته بعض النخب الليبية للثقافة الأمازيغية، وتحملت فى سبيله عذابات الاعتقال فى سجون القذافى ومشاق النفى، كما هى الحال مع المخرج مادجيس أومادى مؤسس تجربة قناة "ليبيا الأحرار"، والذى عاش لسنوات منفياً بين أمريكا وكندا والمغرب، وإلى جانبه تحضر مجموعة من الأسماء التى تحدت القمع لكى لا تموت لغتها، وجعلت من السينما أداتها التعبيرية. وأشار بوقسيم إلى أن المهرجان يسعى للتعريف بالفيلم الأمازيغى الذى يعبر تبعاً له، عن مسارب دلالية وفكرية خصيبة ومنفتحة على الاختلاف، والقادمة من آفاق جغرافية مختلفة يوحدها التعبير بلغة ظلت مقصية، مذكراً أن هذا الفيلم ولد فى الهامش وجاء حاملاً لثقافة لها امتداد فى التاريخ، فالتحدت بتامازيجت فى أول فيلم أواخر الثمانينات وبداية التسعينات بالمغرب مثلاً، كان يؤكد إصرار وتحدى صناع هذه الأفلام فى صوغ إبداعات تعيد ترتيب علاقتهم بهذه اللغة وحمولتها الفكرية والجمالية حسب رشيد ، معتبرا أن كثرة مهرجانات الفيلم الأمازيغى فى الدول المغاربية يعد مؤشراً إيجابياً، ينم عن وجود صحوة ستفضي، لا محالة فى نظره، إلى انطلاقة حقيقية للتصالح مع التاريخ. ويشارك فى هذه الدورة حسب بيان صحافى للجمعية المنظمة للمهرجان ما يناهز 20 فيلماً موزعاً بين الفيلم الوثائقى والقصير، بعضها سبق أن توجت فى مهرجانات عالمية.