وسط أجواء مشحونة بالرفض والغضب، تعثرت الدراسة فى أول يوم دراسى بجامعة صنعاء اليوم، السبت، وتظاهر مئات الطلاب داخل الحرم الجامعى وأغلق آخرون بعض الكليات رفضاً لاستئناف الدراسة حتى إسقاط نظام الرئيس على عبد الله صالح. وتجمع الطلاب أمام بوابات الكليات رافعين لافتات ومرددين هتافات تطالب بالحرية وإسقاط نظام صالح الذى يحكم منذ 33 عاماً، كما رفع بعض الطلاب لافتات كتب عليها عبارات تتعهد بعدم التخلى عن دماء زملائهم الطلاب الذين لقوا حتفهم خلال الاحتجاجات وأخرى كتب عليها "ارحلوا يا بقايا النظام.. أنتم من أفسدتم التعليم". وقالت "المصدر أون لاين"، إن بعض طلاب كلية الإعلام أغلقوا بوابة الكلية بسلسلة وقفل وألصقوا ورقة كتب عليها "مغلق من قبل الطلاب". بينما طالب آخرون باستئناف الدراسة وعدم إدخال العملية الدراسية فيما أسموه "المهاترات السياسية"، معتبرين أن الطالب هو الخاسر الوحيد فى قرار إيقاف الدراسة. وكان اتحاد طلاب اليمن ونقابة أعضاء هيئة التدريس قد تعهدوا بمواصلة الإضراب عن الدراسة فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد وللمطالبة بتحقيق وعود سابقة. وقالت مجموعة صغيرة من الطالبات كن يقفن أمام كلية التجارة إنهن يردن العودة للدراسة ويرفضن مطالب المحتجين. وهتفت إحداهن رافعة يدها "الشعب يريد على عبد الله صالح" فى محاولة لاستفزاز عشرات المحتجين من زملائها. وقال أحد الطلاب ل"المصدر أون لاين": "أنا مع استئناف الدراسة، لأن ذلك لا يتنافى مع فعاليات التصعيد الثورى"، وتابع: "جامعة صنعاء أصبحت جزءاً من ساحة التغيير، لن تكون بعيدة فأنا معتصم فى الساحة منذ فبراير، واستغلالاً للوقت المهدر بدلاً من تضييعه". من جهة أخرى، وفى ظل تدهور الوضع الاقتصادى واستمرار الاضطرابات السياسية فى البلاد، توجه أولياء الأمور فى صنعاء لتسجيل أبنائهم فى المدارس وسط مخاوف من تجدد المواجهات المسلحة فى العاصمة، التى أجبرت كثيرا من الأسر على النزوح خارج العاصمة، علاوة على عجز بعض الأسر عن توفير مستلزمات العام الدراسى الجديد لأبنائهم، كتوفير الزى المدرسى والحقائب وغيرها. وتعثرت الكثير من الأسر اليمنية في توفير مستلزمات الدراسة لأبنائهم، خاصة أن عددهم كان كبيراً، نتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل عام وتدنى دخل الفرد الذى قدرته منظمات دولية بأقل من دولارين فى اليوم، قبل اندلاع الاحتجاجات واستمرارها منذ عدة أشهر والتى أصابت اليمن بالشلل فى جميع المجالات.