تحت تشديد أمنى كبير شهدت الجامعات المصرية أمس يوما غير عادى من أيام الغضب الطلابى تجاه قضايا داخلية تخص الانتخابات الطلابية وقضايا خارجية تتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث اندلعت أربع مظاهرات فى جامعة القاهرةوالإسكندرية والمنصورة وكفرالشيخ نظمها عشرات من طلاب الإخوان كانت خليطا من الاحتجاج بسبب شطب جميع مرشحيهم من القوائم النهائية للانتخابات وإعادة ترشيح «الوجوه القديمة» من طلاب الاتحاد الذين لا يمثلون الطلاب على حسب وصفهم. فى الوقت نفسه رفض طلاب حركة حقى ومقاومة وشباب 6 أبريل فى الجامعات الانضمام مع الطلاب فى مظاهراتهم وفضلوا تنظيم معارض طلابية تناقش بالرسومات الكارتونية تزوير الانتخابات وقضية دعم الكتاب الجامعى والرعاية الصحية للطلاب علاوة على انتهاكات المسجد الاقصى وحادثة اصطدام قطارى العياط. أربع مظاهرات غاضبة ومعارض طلابية كان هذا هو مشهد يوم انتخابات اتحادات الطلبة بالجامعات المصرية أمس بعد أن تم شطب بعض أسماء الطلاب الناشطين سياسيا من القوائم النهائية للانتخابات. يأتى ذلك وسط اقبال ضعيف جدا على التصويت فى اللجان الانتخابية بمعظم الكليات الجامعية التى انتهت أغلبها بالتزكية لصالح «الوجوه القديمة» لطلاب الاتحاد فى السنوات السابقة فيما عدا بعض الكليات التى ستجرى بها انتخابات الإعادة اليوم. وشهدت جامعات القاهرةوالإسكندرية والمنصورة وكفر الشيخ مظاهرات غاضبة نظمها عشرات من طلاب الإخوان كانت معظمها بسبب شطب جميع مرشحيهم من القوائم النهائية للانتخابات والاحتجاج على ما يفعله الاحتلال الإسرائيلى من انتهاكات داخل المسجد الأقصى. وبالتوازى معهم أقام طلاب من شباب 6 أبريل وحركة حقى بجامعة القاهرة وحركة مقاومة من جامعة حلوان معارض تحتوى على رسومات تندد بالتدخل الأمنى والإدارى بتزوير انتخابات الطلبة لصالح مرشحين معروفين مسبقا على حد قولهم وتضمنت مطالب طلابية فى دعم الكتاب الجامعى والسكن فى المدن الجامعية. كان التشديد الأمنى الكبير الذى أحاط جامعة القاهرة بمئات من أفراد الأمن المركزى هو سيد الموقف فقد اندلعت المظاهرة أمام المسلة أمس خارج أسوار الجامعة وقد تعمد طلاب الإخوان ضرب جميع المتاريس التى وضعها الأمن لتحديد تحركاتهم أمام الجامعة وصنعوا تشكيلا آخر من المتاريس تضمن إبعاد الأمن عن بوابات الجامعة وفتح مجال أكبر لأى طالب يريد المشاركة وقد صاحب هذا ضجة كبيرة سمعها جميع المارة وقد هتف الطلاب خلالها «يا أقصانا لا تهتم راح نفديك بالروح والدم»، شيخ الأزهر يا إمام، الأقصى مسرى الإسلام» ورفعوا لافتات «لا تحزن يا أقصى»، «يا فلسطينى دمك دمى ودينك دينى»، ثم عقد الطلاب مؤتمرا طلابيا تحت قبة الجامعة يطالبون فيه بمطالب داخلية وخارجية الأولى تعبر عن الحريات الطلابية والثانية تطالب بتدخل الحكومات العربية والإسلامية بمنع الانتهاكات داخل المسجد الاقصى. وتحت عنوان البقاء للأقصى احتشد اليوم المئات من طلاب جامعة الإسكندرية تنديدا بالاعتداءات الصهيونية المتواصلة ومحاولات تدنيس المسجد الأقصى واقتحامه وحصاره وقد رفع الطلاب عددا من المطالب منها وقف التطبيع وغلق سفارة اسرائيل ودعم فلسطين ماديا ومعنويا. ومن داخل جامعة كفر الشيخ نظم طلبة الإخوان مظاهرة حاشدة وطافوا فى مسيرة غاضبة أرجاء الجامعة بدأت من كلية التربية وانتهت فى كلية الزراعة مرددين «مهما يكون الظلم مش هيطول، فين الحرية الجامعات المصرية» وقد حثوا الطلاب على مقاطعة هذه الاتحادات غير الشرعية. فى الوقت نفسه التزمت معظم الكليات التى جرى فيها الانتخابات داخل جامعة القاهرة بدعم اللجان الانتخابية بمراقبين محايدين من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بل قد وفرت بعض الكليات مثل كلية الإعلام صناديق زجاجية ضمانا للشفافية، فيما رفض د.علاء رأفت وكيل كلية دار العلوم ما شاب الانتخابات من تزوير وأكد ان معظم من تم شطبهم من القوائم النهائية انهم ليسوا أصحاب حقوق وأنهم ارتكبوا العديد من المخالفات التى نتج عنها اجراءات مثل تحويلهم إلى التحقيق مشيرا إلى ان الامن لا يتدخل فى العملية الانتخابية وان دورهم يقتصر على حفظ النظام أمام مقار اللجان. وفى جامعة حلوان خلت اللجان الانتخابية فى جميع الكليات من المرشحين، فى الوقت الذى ابدى فيه معظم الطلاب عدم معرفتهم بإجراء انتخابات فى هذا اليوم، بينما لم يقم طلاب الإخوان بتشكيل أى فعل احتجاجى خوفا من ممارسة ضغوط عليهم داخل الجامعة وهو ما قاله أحد طلاب الإخوان الذى رفض ذكر اسمه وعلى أنغام تامر حسنى شهدت جامعة عين شمس هدوءا غير عادى حيث مضى يوم الانتخابات للاتحادات الطلابية فى سلام كغيره من الأيام الدراسية العادية، فلم يعبأ معظم طلاب الجامعة بهذا الحدث الذى لم يكونوا على دراية به وفضل معظم الطلبة الوجود بمعرض للفنون التشكيلية الذى أقيم فى ساحة الحرم الجامعى أمام قصر الزعفران مقر رئاسة الجامعى حيث علت أصوات الموسيقى وفضل الطلاب الوجود فى المعرض عن القيام بالتصويت فى مقار اللجان الانتخابية. وفى بنها انتهت الانتخابات فى خمس كليات بالتزكية لعدم اكتمال نصاب المرشحين، على ان يتم استكمال باقى مقاعد المجلس التى لم يرشح عليها أحد بالتعيين، وفى أسيوط أجريت الانتخابات فى 13 كلية بإجمالى 583 مرشحا، فى حين حسمت المعركة الانتخابية مبكرا فى كليات التربية، التمريض، والتجارة، والذين فازوا بالتزكية. وقال الدكتور سعيد أحمد إبراهيم نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب إن الانتخابات تمت فى جو ديمقراطى والتزام كامل من الطلاب ولم تحدث أية تجاوزات داخل اللجان الانتخابية.