عقدت أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن مساء أمس، الأحد، ندوة بمقر اعتصامها أمام السفارة الأمريكية تحت عنوان "لا لقتل المدنيين الأبرياء.. ولا لاضطهاد المسلمين الشرفاء"، بحضور محمد بيومى عضو المكتب السياسى لحزب العمل، وخالد الشريف رئيس تحرير موقع إسلام أون لاين، ومحمد الشرقاوى عضو الاتحاد العالمى لعلماء الأزهر الشريف، وهانى حنا عضو مجلس أمناء الثورة، وصفوت عبد الغنى عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية وعدد من أنصار الشيخ عمر. قال محمد بيومى: إننا اجتمعنا، ليس لاستدرار عطف أمريكا للإفراج عن الشيخ، ولكن لكى لا تغتر الإدارة الأمريكية ونقيم عليهم الحجة، بأن أنصار الحرية فى العالم كما يزعمون يعتلقون شيخاً ضريراً مسناً لا حول له ولا قوة، ساخراً من مقولة الرئيس الأمريكى أوباما "سنأتى لكم بالدواء.. وسنأتى لكم بالغذاء.. وسنأتى لكم بالحرية"، بينما جحافله تنتهك فى حريات وأعراض الشعوب، فى إشارة للاحتلال الأمريكى فى العراق وأفغانستان وباكستان ومساندة إسرائيل ضد الفلسطينيين. أشار بيومى إلى أن أمريكا أعلنت عن دعم مصر ب40 مليون دولار من أجل الحريات وإرساء قواعد الديمقراطية، ولكن ما كان يخفى هو أنه كان دعماً من أجل نشر روح الاستسلام، فى حين أن ملايين الصوماليين فى أمس إلحاجه إلى كسرة خبز يقتاتون بها. من جانبه، أكد خالد الشريف على رفض المجتمع الإسلامى لاعتداءات 11 سبتمبر وجميع أعمال العنف ضد المدنيين الأبرياء، ولكن السياسة الأمريكية المتغطرسة وهيمنتها على المنطقة العربية ودعمها للكيان الصهيونى هو من يخلق العداء تجاهها من الشعوب الأخرى، مضيفاً: إذا كانت أمريكا تريد تصحيح صورتها بالعالم العربى فعليها تغيير سياستها، وأول خطى التغيير تلك، هى الإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن، مشيراً إلى أن الشعوب العربية امتلكت حريتها ولن تصمت على ما أصاب الشيخ عمر. وناشد الشريف الإعلام الأمريكى، الذى تستر على المكيدة التى أوقعت الشيخ عمر وما أصابه من انتهاكات معنوية ومادية داخل سجنه، موجهاً نداءً للعقلاء فى البيت الأبيض بأن يعيدوا تفكيرهم تجاه قضيه الشيخ، وينصتوا لصوت العقل حتى لا تتكرر 11 سبتمبر مرة أخرى، مؤكداً على أن الشيخ ذهب لأمريكا حاملاً فكراً معتدلاً لمحاربة الفساد والفاسدين وليس حاملاً لسلاح أو فكر إرهابى. فى حين، أكد عزت السلامونى، أن بقاء الشيخ عمر أسيراً فى السجون الأمريكية يعد رمزاً لأسر السياسة الأمريكية للأمة العربية بأسرها، مشيراً إلى أن الخطابات لا تجدى نفعاً مع تلك العصابات الصهيونية الأمريكية، وضرورة إحياء المقاومة السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية فى البلاد التى تقع تحت الاحتلال الأمريكانى، مضيفاً أننا لا نعادى أصحاب العقائد ولا الديانات السماوية، لكن نقاطع العصابات الأمريكية الصهيونية. ودعا السلامونى العرب والمسلمين فى كل مكان إلى مقاطعة الدولار الأمريكى والمنتجات الأمريكية، وضرورة البحث عن بدائل لخلق صناعات وتجارة عربية واقتصاد عربى قوى مستقل، مستنكراً تباهى أوباما بقتل أسامة بن لادن الذى قتل 3 آلاف أمريكى فقط فى اعتداءات 11 سبتمبر، بينما الجيوش الأمريكية قتلت أكثر من 3 ملايين فى العراق وأفغانستان وباكستان. يأتى هذا، فيما أكد هانى حنا أنه ليس هناك أى مبرر لاستخدام العنف والإرهاب ضد المدنيين الأبرياء، فرسالتنا الأساسية فى الحياة هى البناء وليس الهدم، معلناً تضامن مجلس الأمناء مع أسرة الشيخ للإفراج عنه، نظراً لحالته الصحية وسوء المعاملة التى يلقاها فى معتقله وحرمانه من الاتصال بأسرته والاطمئنان على أبنائه. وقال محمد الشرقاوى، إن أمريكا التى ترفع راية الحريات وحقوق الإنسان هى نفسها التى تنتهك الحريات بسجن الشيخ عمر، موجهاً رسالة للإدارة الأمريكية بأن عهد الذل قد مضى، وأننا لن نطلب عطفها للإفراج عن الشيخ، بل على أمريكا أن تستدر عطفنا لنسمح لها بموطئ قدم فى بلاد المسلمين مرة أخرى. وأخيراً أكد الشيخ صفوت عبد الغنى على ضرورة اتخاذ خطى جادة تجاه قضية الشيخ عمر كواجب للرجل الذى ثار ودافع عن قضية كل مصرى من أجل الحرية ضد النظام السابق وقت لم يثر أحد، موجهاً النصيحة للإدارة الأمريكية بأن تعيد النظر فى سياستها وتراجع حساباتها قبل فوات الأوان، وأنه ليس بالبعيد بعد إسقاط نظام مبارك أن تذوق أمريكا من نفس الكأس وتسقط هيبتها وإمبراطوريتها على يد المسلمين.