وفد من منظمة مجاهدى خلق الإيرانية يزور القاهرة!.. ما هى منظمة مجاهدى خلق؟.. ولماذا القاهرة بالذات؟.. وهل للتوقيت أهمية فى ذلك؟.. كلها أسئلة تبحث عن إجابات تبدأ من 1979, فى عز أيام الشاه محمد رضا بهلوى، حيث السطوة والجبروت، وكل مظاهر الاستبداد فى أرجاء إيران، كانت المعارضة الإيرانية باختلاف تياراتها ومشاربها تقارع الحكم الامبراطورى، لكن التيار السياسى الذى تميز بحضوره الميدانى والعسكرى بين مختلف الأوساط والشرائح الإيرانية، كان يتمثل فى منظمة «مجاهدى خلق»، التى وعلى الرغم من التعتيم الإعلامى الإيرانى عليها، فإن أخبار عملياتها العسكرية كانت تفرض نفسها على وكالات الأنباء العالمية. وفى عام 2008 عادت لتطفو أخبار «مجاهدى خلق» مرة أخرى على السطح، بعدما لفظتها بغداد، وأعلن الدكتور على الدباغ، الناطق الرسمى باسم الحكومة العراقية فى 17 يونيو 2008 أن: مجلس الوزراء تدارس تواجد منظمة مجاهدى خلق «الإرهابية» على الأراضى العراقية، وتدخلها فى الشئون الداخلية، ومساهمتها فى التحريض على الحكومة العراقية المنتخبة ومؤسساتها، وتشجيعها الإرهاب ضد الشعب العراقى, وقرر التأكيد مرة أخرى على القرارات المتخذة سابقاً، بشأن اعتبار منظمة مجاهدى خلق منظمة إرهابية وإخراجها من العراق. وفد من المنظمة زار القاهرة لمدة أسبوع، بحثا عن دعم شعبى مصرى.وقال ل «اليوم السابع»: «نعيش بالعاصمة البريطانية لندن، ولكن عائلاتنا تقيم فى مدينة «أشرف» العراقية.. ساهمنا فى إسقاط الشاه وساعدنا الثورة الإسلامية، لكن اختلافنا مع توجهات آية الله خومينى، جعلنا نترك إيران ونذهب للعراق، واحتوانا الرئيس الراحل صدام حسين، إلى أن جاء النظام العراقى الحالى والمدعوم إيرانيا ليلفظنا، وينفذ تعليمات إيران بطردنا من مدينتنا «أشرف» وتسليمنا إلى طهران لإعدامنا. لقاءات الوفد كانت مباشرة مع العديد من الأشخاص، وفى المؤسسات غير الرسمية، نقابتى الصحفيين والمحامين، بالإضافة إلى اتحاد المحامين والصحفيين العرب، بجانب بعض الباحثين والقائمين على مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية فى الاهرام، وبعض قادة اليسار المصرى، وبعض الكتاب ومنهم نبيل زكى وأعضاء من مجلس الشعب, وأفراد من منظمات المجتمع المدنى, ومحمد هاشم رئيس دار ميريت، واستقبلهم الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر فى مقر مشيخة الأزهر بالدراسة، حيث نقلوا إليه صور الأوضاع الداخلية فى مدينة أشرف، والتى يقيم فيها مجاهدى خلق، وموضحين مدى «الاستهداف الذى يتعرضون له من قبل النظام الإيرانى وأذنابه فى العراق»، وهو ما دفع الشيخ طنطاوى للتعليق قائلاً: «أرجو أن يسود الأمن العالم كله بصفة عامة، وفى العالم الإسلامى بصفة خاصة، وأن الآمنين فى أى مكان يجب احترامهم، ويجب عدم العدوان عليهم، وهو ما جاءت به الشرائع السماوية والأخلاق الإنسانية والقوانين الوضعية». أما لماذا القاهرة بالذات التى سعوا للحصول على دعم منها؟ أجاب أفراد الوفد بلا مواربة: لأن العلاقات المصرية الإيرانية متوترة وغير مستقرة، ونحن بصراحة نستغل هذه النقطة لتقف القاهرة معنا فى وجه إيران. ملاحظة غريبة جاءت على لسان وفد مجاهدى خلق، فعلى الرغم من أنهم شيعة بالأساس، إلا أنهم لم يقابلوا أيا من الشيعة فى مصر، بل ولم يعطوهم أى أولوية على جدول زيارتهم، ولم يسعوا لأن يتلقوا منهم أى دعم. لمعلوماتك.. ◄750 ألفا عدد الشيعة فى مصر ،حسب تقرير الحالة الدينية للخارجية الأمريكية.