تسبب رحيل المستعرب الأسبانى خوان برنيت فى برشلونة أول أمس السبت فى انشغال الأوساط الصحفية العالمية بالرجل الذى عرف بأبرز إنجازاته تجاه العرب والإسلام، ومنها ترجمته للقرآن الكريم وألف ليلة وليلة، وكتابه " أصول الإسلام" و" الأدب العربى" و" ما تدين به أوروبا للإسلام الأسبانى" وغيرها. واهتمت صحيفة الدستور الأردنى بنبأ رحيل برنيت، واعتبرت كتابه "ما تدين به أوروبا للإسلام الأسبانى" الذى ألفه عام 1974 أشهر أعماله، والذى ترجم إلى العديد من اللغات منها العربية، وأصدره اتحاد الكتاب العرب فى دمشق، عام 2004، فى ترجمة لعبد الله محمد الزيات تحت عنوان " الأصول العربية للنهضة الأوروبية". ونقلت الجزيرة نت نعى الصحافة الأسبانية لبرنيت، حيث وصفته صحيفة "البابيس" بأنه المستعرب المتكامل أو الشامل، لاهتمامه بكل ما يتعلق بالثقافة والتاريخ العربيين، وخوضه فى مجالات الأداب والدين والسياسة والعلوم والترجمة وحتى أنساب العرب. ونقلت الجزيرة نت قول تلميذه البروفيسيور خوليو سامسو الذى وصف برنيت بأنه المستعرب الأسبانى الأكثر تكاملا فى القرن العشرين، لأنه لم يكن مستعربا تقليديا، وإنما تناول كل شئ بدءا من كتابته سيرة النبى محمد، وحتى تاريخ الجزائر فى القرن التاسع عشر. ويلفت "سامسو" إلى أن برنيت كان ملما بتطور العلوم فى القرون الوسطى، وعصر النهضة التى شكل لها فريقا مهما من الباحثين. ونقلت عن صحيفة "إيزابيل راموس ريوخا" أن برنيت كثيرا ما ناقش القرآن وتحدث عن قيم الإسلام، مع أئمة المساجد فى برشلونة وظن بعض الناس أنه مسلم من كثرة هذه المناقشات، ولفتت الصحيفة إلى أن رؤيته العقائدية كانت تقوم على مزيج من الديانات الثلاثة، وهو من القلة التى تعتقد وتثق بإمكانية التفاهم والامتزاج بين هذه الأديان. ولد خوان برنيت فى برشلونة عام 1923 ونال شهادة الدكتوراه من جامعة مدريد المركزية عام 1948 عن أطروحته حول عالم الرياضيات المسلم ابن البناء المراكشى (1256-1321م). عيّن أستاذاً للغة والآداب العربية في جامعة برشلونة حتى تقاعده منها، ونال العديد من الجوائز المهمة من بينها جائزة الشارقة للثقافة العربية التي منحتها له اليونسكو عام 2004 على مجمل أعماله التى تجاوزت الأربعين كتاباً وأكثر من 300 بحث ومقال يؤكد فيها أهمية دور الثقافة العربية فى أسبانيا والغرب عموما.