يستضيف المركز القومى للترجمة، والمركز الثقافى الأسبانى بالقاهرة، الكاتب الأسبانى الشهير خوان غويتسيليو، فى ندوة يقيمها المركز مساء، الخميس المقبل، بقاعة الندوات بالأعلى للثقافة، لمناقشة الترجمة العربية التى أصدرها المركز لكتابه "مقاربات لغادوى فى كبادوكيا". وتأتى الندوة فى إطار احتفال المركز الثقافى الأسبانى "سربنتس" بمرور عام على تأسيسه، ويديرها الدكتور محمد أبو العطا، أستاذ الأدب الأسبانى بكلية الألسن، ويشارك فيها مترجمة الكتاب هيام عبده، والدكتورة نادية جمال الدين، التى قامت بمراجعة الترجمة، كما يشارك بالحضور سفير أسبانيا فى القاهرة فيدل سينداجورتا، والدكتور فيصل يونس مدير المركز القومى للترجمة. وكتاب "مقاربات لغادودى فى كبادوكيا" صدرت ترجمته العربية عن المركز القومى للترجمة الأسبوع الماضى، والكتاب موضوع الندوة يتضمن مجموعة مقالات للكاتب تعكس صوراً لعالم ساحر، يحاول فيها إيجاد مقاربات بين فضاءات حضارية وتقاليد ومشاهد تراثية وفنية إسلامية وأسبانية، من خلال رؤى جديدة تهدف إلى خلق أسمى الحضارات الإنسانية التى تعبر عن نفسها، مؤلفة من مجموع كل الحضارات. ويبرز الكاتب فى المقالات الأثر العميق للثقافة الإسلامية فى الثقافة الأسبانية، كما يتضمن الكتاب مقالاً يعكس انطباعات غويتسولو عن رحلة لمدينة القاهرة، يقارب فيها بين تجربة إقامته فى المقابر بالقاهرة، وبين قراءته للقديس الأسبانى سان خوان دى لاكروث وشعراء الصوفية. وتضمن الكتاب مقدمة حول أعمال غويتسولو أعدتها الدكتورة نادية جمال الدين، أستاذ الأدب الأسبانى بجامعة عين شمس وحياته، أشارت فيها إلى أن غويتسولو كان من أبرز الأصوات المناهضة لنظام فرانكو، وقام بنقد انعدام الحرية السياسية والفكرية، وهو ما صبغ أعماله على مستوى الشكل والمضمون، وتميزت أعماله بروح العناد التى منحتها قوة واستمرارية. وسجل غويتسولو اهتماماً بالعالم الإسلامى فى كتب "مقالات إسلامية، ومدينة الحصار"، وغيرها من المؤلفات والمقالات، بالإضافة إلى مقالاته التى تضمنت تأملات حول الفن الروائى وأدب الرحلات، وصدرت أعماله الكاملة فى سبعة مجلدات، وترجمت أعماله إلى أغلب لغات العالم، وهو يقيم حاليا فى مراكش بالمغرب، وتكريماً له أطلق اسمه على مكتبة المركز الثقافى الأسبانى فى طنجة بالمغرب منذ أبريل 2007. ونال غويتسولو فى مسيرته الأدبية أكثر من 10 جوائز عالمية وإقليمية، آخرها جائزة محمود درويش التى نالها الشهر الماضى، وأشارت لجنة الجائزة فى بيانها إلى أن منح جائزة دوريش للأسبانى غويتسولو، يأتى "احتفاء بجهده الكبير الذى امتد فى قرابة خمسين مؤلفاً فى الرواية والسيرة والمقالة وأدب الرحلات، عبر خلالها عن مقته لكل أشكال وأصناف القهر والاضطهاد، كما عبر مراراً عن إيمانه بالقضية الفلسطينية وعدالتها". كما نال جوائز أخرى منها، جائزة المتوسط عن كتابه "كراسات سراييفو"، وجائزة أوكتوفيوباث للشعر فى المكسيك، وجائزة خوان رولفو لآداب أمريكا اللاتينية، وجائزة الدولة فى أسبانيا للآداب، وتردد أنه رفض جائزة القذافى العالمية للآداب فى دورتها الأولى، وهو اليوم على رأس المرشحين لجائزة نوبل للآداب.