فى سابقة تحدث لأول مرة فى تاريخ مصر المعاصر، وربما فى تاريخ مصر كله، يحاكم رئيس الدولة أو رأس النظام عن تهم قتل المتظاهرين وإهدار المال العام، وهى جرائم وإن ثبتت قد تصل عقوبتها إلى الإعدام شنقا. إنها حقا لحظة فارقة فى تاريخ مصر، سوف نتذكرها وستبقى فى ذاكرة الأمة لعقود وعقود. هذه المحاكمة لها أكثر من دلالة: أولا أنها تذكرنا بقول الله تعالى: "قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير" صدق الله العظيم ثانيا: إن هذه المحاكمة ستبقى عبرة وعظة لأى رئيس مصرى قادم لا يراعى حقوق شعبه، أو يعامل شعبه كأنهم عبيد، فهذه رسالة إلى مرشحى الرئاسة أن تعلموا أن الشعب المصرى لن يرضى الإهانة مرة ثانية، ولن يسكت عن ضياع حقوقه، وسيثور ضد أى ظلم وقع عليه لأنه أولا وأخيرًا الحَكم. ويبقى أن نذكر أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته، فأنا أتمنى أن تستمر المحاكمة على هذا المنوال نزيهة وعادلة، وألا تتأثر بأى انفعالات أو ضغوط أو اتجاهات للرأى العام، وإننى على ثقة كبيرة فى قضاء مصر الشامخ من أنه سيعطى كل ذى حق حقه سيعاقب الظالم ويبرئ المظلوم. أعتقد أن هذه المحاكمة خطوة على الطريق الصحيح، خطوة نحو تنفيذ مطالب الثورة العظيمة بمحاكمة الفاسدين وقتلة الشهداء الذى لولاهم ما نجحت الثورة ولم يحاكم مبارك وأعوانه.