قال البروفيسور "يورام ميتال جوريون" المتخصص فى الشئون القانونية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن نقل مبارك صباح أمس، الأربعاء، لمقر أكاديمية الشرطة التى كانت تحمل سابقا اسمه من أجل محاكمته بصورة علنية لم يسبق لها مثيل بالتأكيد حدثا تاريخيا، مضيفة أن هذه المحاكمة تعد مقياسا لمصر ومقياسا للدول العربية بصفة عامة فى التحول نحو العدالة والديمقراطية. وأوضح ميتال أن الرئيس الذى يواجه المحاكمة حاليا يواجه مصيرا مختلفا تماما عن سلفه الرئيس الراحل "أنور السادات" حيث إنه يواجه تهما بالفساد وإلحاق الدولة بخسائر مدنية كبيرة، وذلك باستخدام صلاحياته لتضخيم ثرواته الشخصية، مستنكرا فى الوقت نفسه محاكمة مبارك قائلا: "هذه الجرائم ثقيلة جدا واستدعت لمحاكمته محاكمة مدنية على الرغم من حالته الصحية الصعبة التى ظهر بها أمام شاشات التلفزيون". وقال الباحث الإسرائيلى "لا أعتقد أنها كانت محاكمة صورية"، مضيفا "علينا أن تتذكر آخر مرة شاهدنا زعيما عربيا يواجه محاكمة كان للرئيس العراقى السابق صدام حسين الذى انتهت بإعدامه وكانت تلك المحاكمة مدعومة من الأمريكيين". وفى السياق نفسه قالت الباحثة فى شئون الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب "أيتمار رابينوفيتش" ليديعوت أحرونوت "ليس هناك شك من أن مبارك هو الرجل الذى ارتكب أخطاء فادحة طوال بقائه فى السلطة لفترة طويلة جدا، ولذلك يجب محاكمته ولكن ليس بهذه الطريقة الوحشية"، على حد قولها. وأ0ضافت رابينوفيتش "أن الأنظمة الشمولية بشكل خاص تعرف متى تنتهى وكيف تنتهى، ومع ذلك فإن مبارك يعد الرجل الذى قاد مصر للخروج من الوضع الصعب بعد اغتيال السادات، وفى السنوات التى قضاها فى وقت لاحق قاد إصلاحات وتحسينات، وأننى أرى أنه لا يجب أن يواجه إذلالا بهذه الطريقة.. هذا أمر صعبا للغاية"، على حد تعبيرها.