ذكرت صحيفة الواشنطن بوست، أن منظمة كلاريون غير الهادفة للربح ومقرها نيويورك قامت بإرسال نسخ من فيلم وثائقى يتناول التطرف الإسلامى إلى أكثر من 28 مليون منزل ومؤسسة دينية منذ أسابيع قليلة، فى إطار المعركة الانتخابية الرئاسية فى الولاياتالمتحدة. يأتى الفيلم تحت عنوان "الهوس: حرب الإسلام الراديكالى ضد الغرب" ومدة عرضه 60 دقيقة تحوى مشاهد للهجمات الإرهابية فى مختلف أنحاء العالم، كما يتضمن لقطات تاريخية للتجمعات النازية ومشاهد لأطفال مسلمين يتلون الشعر احتفالا بالتفجيرات الانتحارية. وقالت الصحيفة، إن تكاليف إنتاج وتوزيع الفيلم تم تغطيتها من المراسلات المكثفة، تلك التكلفة التى قدرتها إحدى المجموعات الإسلامية ب50 مليون دولار، دفعت من قبل صندوق كلاريون، وهو صندوق يقول القائمون عليه إنه غير هادف للربح، وتم إنشاؤه بهدف توعية الأمريكيين بشأن قضايا الأمن القومى للتأثير على الناخبين. من ناحية أخرى أدان عديد من أعضاء الجماعات الإسلامية الفيلم، واصفين إياه بالتحريضى، وأن من شأنه أن يحرض على العنف ضدهم، وقال إبراهيم هوبر المتحدث باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إن الفيلم يأتى ضمن حملة واسعة تهدف للتأثير على الانتخابات، وهو ما يتناقض مع برنامج مؤسسة غير هادفة للربح مثل صندوق كلاريون. وأشارت الصحيفة، أن المجلس قدم عدة شكاوى إلى لجنة الانتخابات الاتحادية الشهر الماضى، متهما تلك الجماعة بتعزيز المرشح الجمهورى جون ماكين على حساب الديمقراطى باراك أوباما الذى يقال إن له أصولا إسلامية، وردا على هذه الشكاوى قامت لجنة الانتخابات الاتحادية وقوانين الضرائب بمنع تلك المؤسسة غير الهادفة للربح من تعزيز أى من المرشحين. ونشرت أحد المواقع الإلكترونية التابعة لمؤسسة كلاريون مقالا منذ أسبوعين يفيد بأن سياسات ماكين تسعى إلى مواجهة الإسلام الراديكالى والتطرف والإرهاب، ولكن إذا ما نظرنا إلى أوباما سنجد أنه على الرغم من نيته فعل نفس الشىء، إلا أنه فى الواقع قد يجعل وضع المواجهة مع الغرب أسوأ مما هو عليه. وقالت الصحيفة، إنه على الرغم من قيام صندوق كلاريون بحذف هذا المقال من الموقع الإلكترونى الخاص به، إلا أنه لا يزال يربط القراء بكثير من الشبكات التى تعزز ماكين كما تبث شاشات تابعة للمنظمة العديد من الحلقات النقاشية حول الانتخابات، ومنها حلقة باسم "الجهاد الثالث". وقال جورجى روس المتحدث باسم كلاريون، إن المنظمة كانت تنوى توزيع حلقة "الجهاد الثالث" فى مراسلات بريدية جماعية، إلا أن إنتاج الحلقة لم يتم فى الوقت المحدد، فيما أعلن أحد أعضاء المنظمة ومسئول التبرعات بها أن مخطط تشغيل الحلقة كان مقرراً له فى سبتمبر ليتزامن مع الانتخابات. وأضاف أحد الممولين للصندوق، أن الفيلم الآن فى مرحلة ما بعد الإنتاج ونحن قادرون على عرضه على الجماهير فى الوقت المناسب لنجعل من القضية أمرا محوريا فى الانتخابات الرئاسية، قال هذا فى إحدى الرسائل الإلكترونية التى استطاعت الصحيفة الحصول عليها، وقد وجهت هذه الرسالة إلى أعضاء من اليهود الجمهوريين فى كولورادو. وقد بدأ توزيع الفيلم فى ولايات فيرجينيا وكولورادو وفلوريدا وأوهايو، حيث بدأ سكان فيرجينيا بالفعل فى مشاهدة أقراص الفيديو التى تحوى الفيلم الأسبوع الماضى. فيما رفضت مؤسسة كلاريون الكشف عن هوية الجهات المانحة التى مولت صناعة الفيلم، لأنهم يخشون من تقديم دعاوى قضائية ضدهم ومن الإسلاميين المتطرفين، كما لا يوجد بالقانون ما يلزمها بالكشف عن هؤلاء الممولين، لأنها مؤسسة غير هادفة للربح.