ارتفاع أسعار السلع الأساسية أصبح قاعدة راسخة بالأسواق وسيناريو يتكرر كل عام قبل حلول شهر رمضان، الذى تتزايد فيه نسبة المبيعات بحوالى 60% حسبما أكد التجار، حيث شهدت أسعار الألبان ومنتجاتها زيادة تقدر بحوالى من 10 إلى 15%، فضلا عن الألبان المصنوعة التى ارتفعت فيها العبوة من 6.5 جنيه إلى 7.5 جنيه. "اليوم السابع" قام بجولة ميدانية داخل الأسواق والتقى بالعديد من التجار، حيث قال محمد حسين تاجر "بقالة"، إن زيادة الأسعار قبل شهر رمضان قاعدة فى السوق، مؤكدًا أن أسعار الألبان ومنتجاتها ارتفعت بنسبة تقدر بحوالى من 10 إلى 15%، حيث ارتفع كيلو اللبن "السائب"، من سعر يتراوح ما بين 4 إلى 5 جنيهات سعر العام الماضى إلى 5.5 إلى 6.5 جنيه، بينما ارتفع سعر عبوة الجبن "البراميلى" زنة 16 كيلو من 250 جنيهًا إلى 290 جنيهًا، بينما ارتفعت عبوة الجبن الاسطنبولى من 240 إلى 280 جنيهًا، فيما ارتفع سعر كيلو الجبن الرومى من 36 جنيها إلى 44 جنيهًا. وأشار حسين إلى أن سعر كوب الزبادى البلدى ارتفع من 100 قرش إلى 125 قرشا، مرجعا زيادة الأسعار إلى عدة عوامل تتمثل فى زيادة أسعار البلاستيك، حيث ارتفع سعر الكرتونة التى تحتوى على 1100 كوب من 150 جنيها إلى 190 جنيهًا وزيادة أسعار الأكياس البلاستيك، وارتفاع أسعار الزبادى فى المزارع. ولفت حسين إلى أن هناك بعض السلع ترتفع أسعارها ثم تنخفض، ضاربا المثل بأسعار الزيت حيث ارتفع سعره إلى 12 جنيهًا ثم انخفض سعره مرة أخرى ويباع بسعر 10 جنيهات، بينما توجد سلع أخرى ترتفع أسعارها ولا تنخفض مثل الألبان والزبادى، موضحا أن سعر كيلو السكر ارتفع خلال الأيام الحالية 150 قرشًا فى الكيلو الواحد، حيث ارتفع من 5 جنيهات إلى 6.5 جنيه، بينما ارتفع سعر كيلو الأرز من 4 إلى 5 جنيهات أى زيادة قدرها 100 قرش. ومن جانبه قال حمادة الهلباوى، تاجر خضراوات، إن أسعار الخضراوات تشهد زيادة فى الأسعار تقدر بحوالى 70%، وخاصة البطاطس التى ارتفع سعرها خلال الأيام الجارية من 200 قرش إلى 300 قرش، بينما ارتفع سعر البصل من 100 قرش إلى 150 قرشًا سعر كيلو البيع للمستهلك. وأشار الهلباوى إلى أن سعر الطماطم مستقر عند 150 قرشًا كأقصى سعر للكيلو البيع للمستهلك، مرجعًا ذلك إلى زيادة كميات المعروض منها فى الأسواق، فيما ارتفع سعر الفاصوليا من 3 جنيهات إلى سعر يتراوح ما بين 4.5 إلى 5 جنيهات، بينما ارتفعت سعر الكوسة من 2.5 إلى 3 جنيهات، موضحا أن جميع أنواع الخضراوات يتزايد عليها الإقبال فى شهر الصيام. وأوضح تاجر الخضراوات أن الأسعار ترتفع قبل شهر رمضان بحوالى أسبوع ثم تعاود الانخفاض ثم يزيد سعرها مرة أخرى قبل العيد، مضيفًا أن حجم المبيعات يتزايد بنسبة تقدر بحوالى من 50 إلى 60%، لأن المستهلك يبدأ فى الإقبال على شراء السلع بكميات كبيرة خلال الأيام الحالية ويقوم بتخزينها خوفًا من زيادة الأسعار. وأرجع الهلباوى زيادة أسعار الخضراوات إلى التجار الكبار الذين يلعبون دورا كبيرا فى مؤشر السعر ويتحكمون فى الأسعار، وبالنسبة لحالة البيع والشراء خلال شهر رمضان، قال إن هناك حالة رواج تسيطر على الأسواق ويتزايد حجم القوة الشرائية بنسبة 60%، مضيفا أن التجار يتمنون أن شهور العام كله تكون رمضان. وعن تفسير الارتفاع الجنونى فى الأسعار مع حلول شهر رمضان يقول الدكتور حمدى عبد العظيم الخبير الاقتصادى، إن شهر رمضان يعد موسما تزيد فيه نسبة القوة الشرائية، مشيرا إلى أن التجار يستغلون زيادة الطلب وعدم وجود تسعيرة ويقومون برفع الأسعار لتحقيق أرباح خلال ذلك الموسم. وطالب عبد العظيم بأن يكون هناك حد أقصى للأسعار حتى تكون فى متناول المستهلك ونضمن للتاجر أرباحه، وهذا يدخل ضمن دور الأجهزة الرقابية، مشيرا إلى أن المستهلكين يلعبون دوراً فى زيادة الأسعار فعندما تظهر شائعة حول أى سلعة يزيد الإقبال عليها ويتم تخزينها. ومن جانبه أكد دكتور عبد الرحمن عليان، وكيل تجارة عين شمس، أن كل عام تحدث زيادة فى الأسعار قبل شهر رمضان، نظراً لزيادة الطلب ويعد هذا نمط حياة، مضيفًا أن بعض الإحصائيات تؤكد أن المصريين يصرفون على الطعام خلال شهر رمضان ما يعادل 5 أضعاف الإنفاق العادى. ويرى عليان أن جشع التجار وراء زيادة الأسعار فهم يستغلون الموسم لتحقيق أرباح، مطالبًا بتطبيق إجراءات رادعة للتجار الذين يقومون برفع الأسعار، بالإضافة إلى زيادة عمليات الرقابة، مؤكداً أن غياب الرقابة يلعب دوراً فى زيادة الأسعار.
