حالة من عدم الاستقرار واللخبطة تشهدها السوق المصرية خلال الفترة الاخيرة, فهناك زيادة في اسعار الكثير من السلع الغذائية, في الوقت الذي تتزايد فيه المبيعات بشكل لافت خلال الفترة الراهنة وبنسبة تصل لنحو100%. هذا ما اكده احدث تقرير يتم اعداده في الوقت الراهن عن حالة الاسواق. حيث اشار خالد فتح الله نائب رئيس الغرفة التجارية بالاسكندرية الي ان هناك متغيرات كثيرة شهدتها الاسواق خلال الفترة الماضية, سواء من حيث الزيادة المستمرة في اسعار الكثير من السلع الغذائية, وتراجع اسعار بعضها, وزيادة المبيعات رغم الشكوي المستمرة مما يؤكد ان هناك قوة شرائية ملحوظة لدي شريحة من المجتمع( العمالة اليومية) نتيجة النمو الملحوظ الذي شهده قطاع المقاولات والانشاءات خلال الفترة الاخيرة, مشيرا الي ان المبيعات زادت خلال شهر رمضان باكثر من20% علي غير المتوقع مما اثر بشكل ملحوظ علي حجم المخزون بالاسواق للعديد من السلع الاساسية. وقال ان المتابعة اليومية للاسواق والتي تقوم بها الغرفة تشير الي ان اللحوم بدآت في التراجع خاصة المستوردة منها حيث يباع كيلو اللحم الهندي بسعر22 جنيها مقابل24 جنيها والبرازيلي بسعر28 جنيها مقابل34 جنيها بتراجع نسبته اكثر من20% وذلك بسبب زيادة حجم الواردات خلال الفترة الماضية والاتجاه نحو المزيد من الاستيراد بعد التيسيرات التي قدمتها الحكومة لزيادة حجم المعروض بالاسواق, وهو ما سيؤثر بالضرورة علي اسعار اللحوم البلدية خلال الفترة القليلة المقبلة, مشيرا الي ان سعر كيلو اللحم البقري القائم وصل الي41 جنيها, ويصل للمستهلك في حدود60 جنيها للكيلو, بخلاف اسعار القطع المميزة والتي يمكن ان تزيد اسعارها في حدود تتراوح ما بين10% و15%. هذا في الوقت الذي شهدت فيه اسعار البقوليات زيادة ملحوظة خلال الشهرين الماضيين حيث ارتفع سعر الفول من3 جنيهات الي نحو5,5 جنيه وبنسبة تصل الي60% وذلك نتيجة زيادة الاستهلاك وتآثر المحصول المحلي بالعوامل الجوية, رغم استيراد اكثر من50% من احتياجاتنا, هذا في الوقت الذي ارتفعت فيه اسعار الكمون والكركديه والكزبرة بنسب تصل لنحو100% حيث ارتفع سعر الكمون علي سبيل المثال من نحو11 جنيها الي نحو24 جنيها خلال3 شهور, كما ارتفعت اسعار منتجات الالبان بنحو30% اخذا في الاعتبار اننا نستورد معظم احتياجاتنا من الزبد والمسلي واللبن البودرة, مشيرا الي ان الاتجاه صعودي في الاسعار نتيجة ارتفاع اسعار الذرة عالميا كاحد اهم مكونات العلف, بينما اسعار السكر تشهد ثباتا ملحوظا خلال الفترة الاخيرة حيث تتراوح اسعاره ما بين3,5 و4,5 جنيه للكيلو وكذلك الارز الذي تتراوح اسعاره ما بين2,5 و3,25 جنيه للكيلو. وارجعت الدراسة ارتفاع الاسعار بخلاف الظروف المناخية والاسعار العالمية, الي ارتفاع تكلفة الانتاج والنقل والمناولة والتخزين واجور العمال بشكل عام وبنسبة100%. واشار الي ان احد اهم اسباب وجود اللخبطة في السوق غياب رؤية واضحة لحجم الاستهلاك في الاسواق والتوقعات المستقبلية للاسعار علي المستويين المحلي والعالمي ولايتم ذلك الا بالنسبة للقمح فقط. وقال ان حالة اللخبطة التي تشهدها الاسواق ادت الي اتجاه البعض للاستثمار في تخزين المواد الغذائية للاستفادة من فروق الاسعار وهو اتجاه يؤثر بالسلب علي المستهلكين, مؤكدا ان الغرفة بالتنسيق مع اتحاد الغرف تقوم حاليا باجراء حصر تقديري لاحتياجات الاسواق والمخزون من مختلف السلع لتجنب الازمات في الاسواق.