أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن قلقه وانزعاجه حيال الخطط المعلنة والاستعدادات الجارية من جانب تركيا، للقيام بعملية عسكرية فى العمق السورى. وأكد مصدر مسئول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فى بيان صحفى اليوم الأربعاء، أن هذه العملية المُزمعة من جانب أنقرة، تمثل انتهاكًا صريحًا للسيادة السورية، وتهدد وحدة التراب السورى، وتفتح الباب أمام المزيد من التدهور فى الموقف الأمنى والإنسانى، مضيفًا "أن التوغل التركى فى الأراضى السورية يهدد بإشعال المزيد من الصراعات فى شرق سوريا وشمالها، وقد يسمح باستعادة تنظيم "داعش" الإرهابى لبعض قواته.
وشدد المصدر، على أن التدخلات الأجنبية فى سوريا مدانة ومرفوضة أيًا كان الطرف الذى يمارسها، وأن المطلوب الآن هو إعطاء دفعة للعملية السياسية بعد تشكيل اللجنة الدستورية، وليس الانخراط فى مزيد من التصعيد العسكرى.
وأشار المصدر، إلى أن المجلس الوزارى لجامعة الدول العربية، كان قد أكد فى اجتماعه الأخير الشهر الماضى على إدانة التدخلات الخارجية فى عموم سوريا، مطالبًا الجانب التركى بسحب قواته من كافة الأراضى السورية، كما أكد المجلس على رفض أية ترتيبات قد ترسخ لواقع جديد على الأراضى السورية بما لا ينسجم مع الاتفاقات والقوانين الدولية، لا سيما فيما يتعلق بالعلاقات مع دول الجوار.
ومن جهته قال السفير حسام زكى الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية، فى تصريحات له، "إنه مهما كان الموقف السياسى بين الدول العربية الأعضاء بالجامعة، والذى أدى إلى تعليق عضوية سوريا إلا أن موقف الجامعة واضح ويرفض بشدة المساس بالسيادة السورية على أراضيها"، مضيفا :"لا ينبغى على دولة جارة لسوريا وهى تركيا ، أن تقوم بمثل هذه الأعمال العسكرية مهما كانت الذرائع التى تتذرع بها للقيام بمثل هذا العمل العسكرى".
وردا على سؤال حول الجهود التى تقوم بها الجامعة العربية لمنع حدوث هذا الاعتداء العسكرى على شمال سوريا، أجاب الأمين العام المساعد بأن الجامعة العربية تم تغييبها عن الملف السورى خلال عامى 2011 – 2012 عندما عُلّقت عضوية سوريا فيها وبالتالى فإن الجامعة ليس لديها الوسائل الفعالة للدخول على خط الأزمة السورية".
وأوضح، أن المشاورات الإقليمية والدولية تتم دائما بين مجموعات من الدول ، وأن الجامعة العربية مستثناة من مثل هذه المحادثات والمشاورات والجهود، معربا عن أسفه الشديد لتغييب الجامعة العربية عن مثل هذه الجهود.
وقال زكى، "إن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط ومنذ توليه منصبه منذ نحو ثلاث سنوات وهو يسعى لإدخال الجامعة العربية على خط الجهود الإقليمية والدولية بشأن الأزمة السورية ، إلا أننا لم نحقق النجاح المنشود حتى الآن، وبالتالى عندما تحدث مثل هذه الأزمة الخاصة بالأعمال العسكرية فى شمال سوريا فإن الجامعة العربية تكتفى بالتعبير عن موقف سياسى ولا نستطيع أن نقول أننا فاعلون فى هذه الأزمة أو لدينا القدرة على التأثير على الدولة التى تهدد سيادة دولة عضو بالجامعة العربية وهى تركيا".