عقدت جماعة الإخوان المسلمين مؤتمرها الأول بمدينة الخصوص مساء أمس السبت، وقام منظمو الحفل بإشعال حماس الموجودين بالأغانى الإسلامية والوطنية، ورفع الأعلام الخاصة بالجماعة بواسطة الأطفال والشباب، وذلك خلال افتتاح مقر الجماعة الجديد. وحضر المؤتمر عبد المحسن العسيلى رئيس مدينة الخصوص، وتعد هذه هى السابقة الأولى من نوعها التى يجلس فيها مسئول بالمحافظة على منصة للجماعة. أكد الدكتور جمال عبد الهادى، أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى، أن ثقة المصريين بنصر الله وصمودهم حَمَت ثورتهم ونصرَتها ودافعَت عنها، على الرغم من تكاتف رموز النظام البائد وأعوانه للقضاء عليها. وأضاف أن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، فأمهاتهم وأبناؤهم لن يسامحوا القتلة، وكل من شارك فى هذه الجريمة، مطالبًا المجلس العسكرى بمعاقبة الذين يثبت تورُّطهم بأقصى العقوبات، فهم الذين دافعوا عن الظلم وقتلوا أهل الحق. وذكر عبد الهادى الحاضرين بغزوة بدر، وكيف نصر الله هذه الفئة القليلة على الكافرين الأكثر عددًا وعدةً، مؤكدًا أن المعركة بين الحق والباطل دائمة، وهذه هى سنة التدافع، قائلاً: "ولكن لكى ينتصر أهل الحق لا بد لهم من معرفة خصمهم ودراسة تحركانه وأهدافه، وتربية جيل النصر الذى يستعد للتضحية فى سبيل الله". وقال د عبد الهادى: "إن جذور نظام العهد البائد ما زالت فى كل موقع، وإننا فى طور التطهير"، مضيفًا أنه لا بد من الالتزام بوحدة الصف والإيجابية والعمل الجاد، مع عودة روح الجهاد بأنواعه. وأشار إلى أن الشعب المصرى ما زال فى مرحلة تطهير البلاد من خطايا العهد البائد الذى أهدر طاقات مصر، وجعلها تتخلف عن دورها التاريخى فى هذه الفترة الحرجة. وأكد على ضرورة الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، مستعرضًا التاريخ الإسلامى فى فتح مصر، وكيف تعامل عمرو بن العاص بكل سماحة مع أقباط مصر، وخلَّصهم من ظلم الرومان، وعاشوا فى عهد الإسلام مواطنين متساوين مع المسلمين. وقال: "الذين يثيرون الفتنة بين المسلمين والأقباط إنما يريدون زعزعة استقرار مصر وتمزيقها"، مؤكدًا أن هناك مخططًا صهيونيًّا وُضع عام 1982م لتقسيم مصر عن طريق تأجيج الفتنة الطائفية، ودعا الشعب المصرى، مسلميه ومسيحييه، إلى الوحدة والتلاحم.